سعر ليلة في فندق بسيط بالجزائر يضاهي ليلة في فندق راق بأوربارغم الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر، سواء من ناحية الطبيعة أو البشرية في القطاع السياحي، لكن ماتزال الجزائر حتى الآن عاجزة عن انتزاع مكانة سياحية، مقارنة ببلدان مجاورة لا تتوفر على ما تتوفر عليه الجزائر. بدت الجزائر عاجزة عن انتزاع مكانة رغم الاستقرار الأمني الذي تعرفه مقارنة بدول الجوار، مثل تونس مثلا، التي ماتزال رغم ما عرفته في السنوات الاخيرة من تغييرات وفوضى لكنها تبقى الوجهة الأولى للجزائريين والكثير من الأوروبيين الراغبين في اكتشاف المغرب العربي.تأخر القطاع السياحي في الجزائر تحالفت بشأنه عدة أسباب، أولها غياب ثقافة الخدمة المحترفة الموجهة لخدمة الأجانب في الجزائر، إذ مايزال أبسط نادل في مقهى أو مطعم يعتبر أن الخدمة التي يقدمها لزبائنه ”مزية” وليست خدمة، حيث يستغرق مثلا وقت طلب قهوة دقائق طوال، وهذا ما لا نجده في الدول الأخرى التي تعتبر الزبون ”ملكا” ورغباته أوامر، زيادة على طريقة تقديم الخدمة.. مثلا في الجزائر لا يرى النادل حرجا في أن يقنعك أن الملعقة التي تأكل بها الشوربة تصلح أيضا لأكل الكسكسي، وأن الكأس الذي يقدمه لك وإن كان غير نظيف بما فيه الكفاية لا ينبغي أن تزعجه بطلب آخر. بينما في دولة مثل تونس مثلا عندما يقدم لك الأكل الذي يأتيك حسب الطلب وفي وقته المحدد، ترافقه جملة من الخدمات الإضافية كأن يكون طبق آخر زيادة على الخبز وملحقات الأطباق مل الهريسة والمايونيز والسلطة، وهي ملحقات يدخل ثمنها ضمن تسعيرة الطبق الرئيسي، سواء استهلكها الزبون أم لم يستهلكها.خدمات الفنادق في الجزائر أيضا كارثية، وهي إحدى أهم المعيقات التي تقف في وجه تطوير القطاع، حيث يعادل سعر ليلة في فندق متوسط في الجزائر ليلة في أفخم فندق في أكبر عاصمة أوربية، فسعر ليلة في ”سوفيتال” مثلا 23 ألف دج، أي أكثر من 200 أورو، وهي القيمة التي تسمح لأي سائح بقضاء ليلة في أفخم فندق في أوروبا. وسعر الليلة مثلا في فندق دار الضياف بالشراڤة 12.000 دج، مع العلم أن الفندق يقع في مكان منعزل عن المدينة، ويتطلب التنقل الاتصال بتاكسي الذي لن تكون أجرته أقل من ألف وخمسمائة دينار، دون الحديث عن مستوى الخدمات والنظافة وغيرها من التجهيزات، عكس الدول المجاورة مثل تونس مثلا، أين يمكن لمواطن من الطبقة البسيطة أن يجد راحته في فنادق محترمة، في الجزائر العاصمة لا يمكنك أن تجد هذا الخيار، فإنت دائما مجبرا على تتجه إلى الفنادق الكبرى ”بين قوسين” لأن القيمة المالية الكبيرة التي يتم دفعها مقابل ليلة في فندق منها لا تقابله قيمة مماثلة في نوعية الخدمات، أو عليك الاكتفاء بالفنادق البسيطة المنشرة في بعض أحياء العاصمة، وتلك كارثة عظمى يطول الحديث بشأنها.وإذا أضفنا غياب مدارس في التكوين الفندقي والثقافة السياحية، زيادة على التركيبة الاجتماعية والثقافية بشأن التعاطي مع المختلف ”مظهريا” عنا، تصير السياحة في الجزائر بحاجة فعلا إلى معجزات وليس فقط إلى جهود جبارة للنهوض بها.وزيرة القطاع يمينة زرهوني، اعترفت مؤخرا في إحدى خرجتها الإعلامية بالإذاعة الوطنية، أن قطاعها يعاني من نقائص كبيرة، خاصة في البنى التحتية وهياكل الاستقبال الموجهة خاصة للطبقات المتوسطة، حيث وعدت الوزيرة بتسليم 394 مشروع سياحي قيد الإنجاز من 700 مشروع مسطر تضم فنادق وإقامات سياحية ومركبات أطلقتها الدولة، زيادة على وجود - حسب تصريحات يمينة زرهوني - 278 مشروع تابع للخواص بإمكانها خلق أزيد من 4.500 منصب شغل، ويشجع التنافس على تحسين نوعية الخدمات المقدمة، بما في ذلك أسعار الفنادق التي وعدت الوزيرة أن تكون في متناول ”الطبقات المتوسطة”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهية م
المصدر : www.al-fadjr.com