لا تعتقد الإدارة الأمريكية أن رحيل بشار الأسد عن السلطة سيكون قبل مارس عام 2017 وذلك بناءا على وثيقة اطلعت عليها "اسوشيتد برس".ويعتمد الجدول على خطة بلورها لقاء دولي حول سوريا في فيينا في نوفمبر الماضي وتبنتها الأمم المتحدة لاحقا، وتقتضي هذه الخطة أن تشهد سوريا انتخابات رئاسية وبرلمانية في أوت 2017، أي بعد 19 شهرا من الآن، على أن تقوم سلطة انتقالية بإدارة شؤون البلاد حتى هذا الموعد. وبحسب الوثيقة فإن العملية السياسية الجديدة تبدأ 25 الشهر القادم بإجراء مباحثات سلام بين النظام و"المعارضة السورية" في جنيف، وفي شهر نيسان عام 2016، سيتم تشكيل لجنة أمنية وسيرافق ذلك إعلان عفو عن بعض أعضاء النظام و"مقاتلي المعارضة"، كما سيتم إطلاق سراح المعتقلين. وفي الشهر الخامس من العام الحالي سيتم حل "البرلمان" السوري واعتراف مجلس الأمن الدولي بالسلطة الانتقالية ورسمه خطوات لاحقة في طريق التسوية، وهي خطوات تشمل إجراء إصلاحات سياسية لا بد منها وتعيين جهة تشريعية مؤقتة وعقد مؤتمر لدول مانحة من شأنه تمويل الانتقال السياسي في سوريا وإعادة إعمارها. أما الأشهر الستة التالية حتى نوفمبر عام 2017، فيتعين على الطرفين خلالها بلورة دستور جديد للبلاد، على أن يصوت الشعب السوري عليه في استفتاء عام في جانفي من عام 2017. وتشير "أسوشيتد برس" إلى أن هناك عوائق لا حصر لها أمام تنفيذ هذه الخطة الرامية إلى إنهاء ما تسميه "الحرب الأهلية" الدامية التي أودت بحياة أكثر من 250 ألف شخص خلال السنوات الخمس الماضية، والتي أحدثت أسوأ أزمة هجرة إلى أوروبا واجهتها هذه الأخيرة منذ الحرب العالمية الثانية. ومن أبرز هذه العوائق الهوة المتسعة بين المملكة العربية السعودية وإيران، نظرا لدورهما في دعم قوى متقابلة في سوريا، وليس من الواضح الآن كيف يمكن للأزمة الحادة الأخيرة بين البلدين، والتي اندلعت بعد حادث اقتحام السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران احتجاجا على إعدام الرياض لرجل الدين الشيخ نمر النمر السبت الماضي، وما تلاه من قطع العلاقات بين الرياض وطهران، على العملية التفاوضية المنشودة بشأن التسوية في سوريا. لكن بغض النظر عن إمكانية تجاوز الأزمة السعودية الإيرانية وفرص نجاح المفاوضات بين الحكومة و"المعارضة" السورييتين المقررة في الشهر الجاري، فإن التحدي الأكبر الذي يواجهه الجدول الأمريكي هو عدم وجود اتفاق حول حيثياته، وفي مقدمتها رحيل بشار الأسد. هذا وتشير الوكالة إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الحليفة لها تخلت قبل عدة أشهر عن إصرارها على رحيل بشار الأسد فورا، وذلك بسبب اتساع مساحة المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش وإعطاء واشنطن وحلفائها الأولوية لهزيمة هذا التنظيم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/01/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر
المصدر : www.elkhabar.com