الجزائر

رحلتي من المعصية إلى الطاعة



- اقتباس فضيلة الشيخ حسين بلقوت
«قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ «(53)سورة الزمر
أعلم أنّ كل ساعات حياتك هي أحسن مناسبة للتوبة !!!
فلا تيأس ولا تقنط ...!!!
يقول مالك ابن دينار:
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا ،
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أظلم الناس وآكل الحقوق ،آكل الربا ، أضر الناس .... أفعل المظالم ،لا توجد معصية إلا وارتكبتها
كنت، غفر الله لي ولكم شديد الفجور..يتحاشاني الناس من معصيتي ،
عفانا الله وإياكم من ذلك !!!
ثم يقول: في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفلة !!!
فتزوجت وأنجبت طفلة أسميتها فاطمة، أحببتها حباً شديدا .
وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي ،ما شاء الله ؛ فالبنات رحمات فتح الله لي أبواب رحمته ، وبدأت نفحات الرحمة تغشاني.
ثم يقول : ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر ...
فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين،
وكأن الله يجعلها تفعل ذلك ، رحمة بي إنها رحمة الرحمان !!!
وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي،
وكلما اقتربت من الله خطوة ، شعرت بالطمأنينة أكثر «والذين اهتدوا زادهم هدى»
وعندها ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي ،وكنت أحس السعادة وراحة البال تقترب مني ،حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات ،فلما أكملت 3 سنوات ماتت فاطمة فجأة كما رزقنيها الله وكأن الله يقول لي :« ونبلوكم بالشر والخير فتنة »
ولكنني ضعيف وحينها انقلبت حياتي أسوأ مما كنت ،ولم أطق، ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء، ورأيت في مصيبتي كأنّ جبلا خرّ علي من فوقي.
فعدت إلى المعاصي وكأنني أبحث عن المخرج ،!!!!
فضللت الطريق من جديد، وتلاعب بي الشيطان، فسِر ت في ركابه وأنا في غفلة من أمري !!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله !!!
حتى جاء يوم فقال لي شيطاني:لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!
فعزِمت أن أسكر وفعلا شرعت أشرب الخمر وأشرب وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب، ولم أعد أعي تقريبا ...
فرأيتني تتقاذفني الأحلام ، حتى رأيت تلك الرؤيا؛رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس،
وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض،واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج .. وأفواج ..
وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان اإن فلان .. هلم للعرض على الجبار،
يقول:فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي يا مالك بن دينار، هلم للعرض على الجبار!
يقول: فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية)
وكأن لا أحد في أرض المحشر ..ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه،
فجريت أنا من شدة الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاً،
فقلت له: أنقذني من هذا الثعبان !!!
فقال لي .. يا بني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجرِ في هذه الناحية لعلك تنجو،
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي ..
فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار
فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له :
بالله عليك أنجدني أنقذني ..!!!
فبكى رأفة بحالي ..وقال:
أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو
فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون؛
يا فاطمه أدركي أباك !!!يا فاطمة أدركي أباك !!!يقول:
فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أنّ لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقع،
فأخذتني بيدها اليمنى .....
ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدة الخوف !!!
ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا
وقالت لي : يا أبي ألم يإن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله؟؟؟
يقول: قلت لها وأنا مازلت خائفا، يا بنيتي !!!
أخبريني عن هذا الثعبان !!!
قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك ..
أما عرفت يا أبي أنّ الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟❗
قال فقلت :وذلك الرجل الضعيف !!!
قالت : ذلك العمل الصالح ..
أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى شفقة لحالك،
لا يستطيع أن يفعل شيئا أمام كثرة معاصيك،
ولولا أنك أنجبتني ، ولولا أني مِتُّ صغيرة ، ولولا بقية من إيمان ما كان هناك شئ ينفعك ،فتب إلى الله ألآن !!!!
يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ:
قد آن يارب.. قد آن يارب,
نعم : ألم يإن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله...!
يقول: واغتسلت وخرجت لصلاة الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله ، و دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية «ألم يإن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله»
ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين
هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ........
ويقول: إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا ؟؟؟؟
اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار!!!
تاب مالك بن دينار توبة نصوحا ،واشتهر عنه أنه كان يقف
كل يوم عند باب المسجد ينادي،ويقول:
هلموا خطوات نحو التوبة،
أيها العبد العاصي عد إلى مولاك ..!!!
أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ..!!!
أيها العبد الآبق عد إلى مولاك ..!!!
مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك:
من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.
يا رب يا عظيم الشأن أسألك تباركت وتعاليت أن
ترزقنا التوبة في كل حين وفي كل آن...
لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمي.
والآن سادتي سيداتي لنقل جميعا :يا رب تُبنا إليك .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)