استطاعت الدبلوماسية الجزائرية إبراز مكانتها قبل وبعد الإستقلال، مستلهمة نشاطها من مبادئ ثورة أول نوفمبر المظفرة التي عززت حضورها القوي والفعال في شتى المحافل الدولية ورفع التحديات التي تواجه المجموعة الدولية ومنها القضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن الدولي ونزع السلاح وإشكالية التنمية وحماية البيئة وحوار الحضارات ... فمن منا لا يذكر رجالات الدبلوماسية الجزائرية بداية من مرافعة الرمزين آيت احمد وأمحمد يزيد بمؤتمر باندونغ مرورا بأحمد لمين دباغين ومحمد الصديق بن يحيى ومحمد خميستي وصولا إلى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة الذي عرف بحنكته وخبرته الدبلوماسية في عهد الرئيس هواري بومدين من خلال عديد من المواقف التي يذكرها الكثيرون والتي كرّسها أكثر وبرزت بشكل واضح منذ وصوله إلى سدّة الحكم من خلال مواقف السياسة الخارجية وتدخلاته لحل العديد من النزاعات والقضايا الشائكة بين الأشقاء والأعداء.
- 1 -أمحمّد يزيد ... باندونغ أول انتصار
شكّل مؤتمر حركة عدم الانحياز بباندونغ، المنعقد شهر أفريل من سنة 1955 نقطة انطلاق وبروز الدبلوماسية الثورية الجزائرية التي خططت وسعت للتعريف بالقضية الجزائرية في المحافل واللقاءات الدولية. وشكلت أندونيسيا التي احتضنت المؤتمر فرصة ذهبية لبعثة جبهة التحرير الوطني ممثلة في شخصي الفقيد أمحمد يزيد والرمز التاريخي حسين آيت أحمد اللذان خاضا اتصالات ماراطونية مكثفة لحضور هذا التجمع الآفرو- آسيوي لما له من أهمية بالنسبة للقضية الجزائرية.
2 – محمد لمين دباغين ومؤتمر القاهرة
لعب ممثل جبهة التحرير الوطني لمين دباغين دوراً هاماً في مؤتمر القاهرة بين سبتمبر 1957 وجانفي 1958 ،حيث تم التصويت على لائحة من طرف 44 دولة أفروآسيوية يمثلها 500 مبعوث تنص على إستقلال الجزائر وفسح المجال للتفاوض مع جبهة التحرير الوطني.
- 3 - تأسيس الحكومة المؤقتة ومؤتمر منروفيا
استطاع ممثلو الجبهة في الخارج عن طريق التنسيق مع قيادة الداخل من التوصل إلى الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بقيادة فرحات عباس وظهرت قوة العمل الدبلوماسي في مؤتمر منروفيا (ليبيريا) في أوت 1959، حيث انضم وفد الحكومة الجزائرية المؤقتة كعضو رسمي ورفرف العلم الجزائري إلى جانب رايات البلدان الإفريقية المستقلة التسع.
- 6 - محمد الصديق بن يحيى .. الرجل الذي قال لا للخلاف بين العراق وإيران
شارك في تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955 مع كل من أحمد طالب الإبراهيمي ولامين خان. كان من المنظمين لإضراب الطلبة الجزائريين عن الدراسة والتحاقهم بصفوف جبهة التحرير الوطني يوم 19 مايو 1956. مثّل جبهة التحرير الوطني في مؤتمر الشباب المنعقد بباندونغ سنة 1956، عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية عضوا في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1960 عين مديرا للديوان برئاسة الحكومة المؤقتة في عام 1960.
شارك في المفاوضات الجزائرية- الفرنسية 1960 - 1962 ولعب دورا كبيرا في التأثير على مسارها.
- 4 - محمد خميستي : أوّل وزير خارجية للجزائر المستقلّة
أوّل وزير الخارجية للجزائر المستقلة وكان سنه لم يتجاوز 33 عاما وبعد مرور عشرة أشهر من استقلال الجزائر، وستة أشهر من تنصيبه قتل ومازالت حقيقة أغتياله لغزا محيرا.
وبعد تشكيل أول حكومة جزائرية، في 27 سبتمبر 1962، اقترح عليه منصب وزير الخارجية وبهذه الصفة رافق الرئيس بن بلة إلى نيويورك في أكتوبر الموالي، لتقديم ترشيح الجزائر المستقلة لعضوية هيئة الأمم المتحدة..
5 - عبد العزيز بوتفليقة: حنكة ومواقف مشرفة
جعل، عبد العزيز بوتفليقة، من منصب وزير الخارجية ، إلى غاية 1979، نشاطا دبلوماسيا أضفى على الجزائر إشعاعا و نفوذا جعلا من الجزائر دولة رائدة في العالم الثالث ومن ثم متحدثا تصغي إليه القوى العضمى، هكذا حدد عبد العزيز بوتفليقة مسار الدبلوماسية الجزائرية التي لم تحد عنه إلى يومنا هذا والذي يقوم على احترام القانون الدولي ومناصرة القضايا العادلة في العالم.
وقد أعطى عبد العزيز بوتفليقة، الدبلوماسي المحنك والمعترف باقتداره وتضلعه، السياسة الخارجية دفعا خلال أزيد من عقد من الزمن أدى إلى نجاحات عظيمة بما في ذلك توطيد الصفوف العربية خلال قمة الخرطوم سنة 1967 ، ثم إبان حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل، والاعتراف الدولي للحدود الجزائرية و إقامة علاقات حسن الجوار والإخوة مع البلدان المجاورة وكذلك إفشال الحصار الذي فرض على الجزائر بعد تأميم المحروقات.
كما قام بدور ريادي في تقوية تأثير منظمات العالم الثالث وتعزيز عملها الموحد خاصة بمناسبة انعقاد قمتي منظمة ال 77 ومنظمة الوحدة الإفريقية في الجزائر في 1967 و1968 على التوالي، كما جعل من الجزائر أحد رواد حركة عدم الانحياز ودافع باستمرار عن حركات التحرر في العالم. هكذا أصبحت الجزائر الناطق ياسم العالم الثالث ولاسيما في ندائها بنظام اقتصادي دولي جديد.
انتخب عبد العزيز بوتفليقة بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأمم المتحدة سنة 1974 ونجح خلال عهدته في إقصاء إفريقيا الجنوبية بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها النظام آنذاك، ومكّن، رغم مختلف المعارضات، الفقيد ياسر عرفات، زعيم حركة التحرير الفلسطينية من إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما ترأّس الدورة الاستثنائية السابعة المخصصة للطاقة والمواد الأولية التي كانت الجزائر من بين المنادين لانعقادها
محمد الصديق بن يحيى : لا للخلاف بين العراق وإيران
شارك في تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955 مع كل من أحمد طالب الإبراهيمي ولامين خان. كان من المنظمين لإضراب الطلبة الجزائريين عن الدراسة والتحاقهم بصفوف جبهة التحرير الوطني يوم 19 مايو 1956. مثّل جبهة التحرير الوطني في مؤتمر الشباب المنعقد بباندونغ سنة 1956
شارك في المفاوضات الجزائرية- الفرنسية 1960 - 1962 ولعب دورا كبيرا في التأثير على مسارها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كهينة حارش
المصدر : www.eldjoumhouria.dz