الجزائر

ربما يصبح كوهلر مفتاح الفرج في الصحراء الغربية



بقلم :جمال نصر الله
ليس من السهل أن يصير بين عشية وضحاها الأمل السياسي حقيقة على الأرض لكن مع أنصاف الحلول خاصة إذ كانت مقترحة من لدن خبراء في المجال فلعل وعسى أن يكون المأمول والمرجو في طريقه إلى الحقيقة الناصعة الشفافة فتقريبا هذا ما يمكن إطلاقه على طول مسار المعضلة الصحراوية التي ظلت تتخبط في أمكنة متقاربة فلا لشيء سوى حدة التعنت الطرف المغربي الذي يحاول منذ عقود وبكافة الوسائل والسبل أن يجعل من قضية الصحراء الغربية قضية بعيدة عن الرأي العام آملا أن تُزف نحو غياهب النسيان لأنها ليست قضية إنسانية كما يتخيلها المجتمع الدولي أو حتى سيادية إنما هي أحداث جارية يمكن محوها بجرة قلم ؟! وهذا ماعجزت عنه صراحة دولة المغرب التي لا تريد أن تصدق بأن المأساة التي تخوضها لا يمكن تسميتها بقضية تصفية استعمار ..
ولسنا ندري ما الذي تحقق لحد الساعة من تطورات مع أول خطوة لبعثة المينورسو منذ تأسيسها سنة2000...
لكن الإدراك الحقيقي دائما وأبدا ظل يبقي للملاحظين نوعا من بصيص الأمل خاصة مع التصريحات الأخيرة للمبعوث الألماني لهورست كوهلر وهو الرئيس السابق لهذه الدولة الأوروبية الذي يملك من الحنكة السياسية ما يمكنه من الخوض في خطوات جريئة .
آخرها ما دعى إليه حول مسألة الحوار بين جميع الأطراف المعنية أولها الاتحاد الإفريقي وقد ركز على هذه النقطة بالذات نظير علمه المسبق لما تمثله هذه الهيئة من ثقل سياسي يمكنه بحال من الأحوال أن يعيد الأمل للصحراويين الذين يروا في الاتحاد الأم الحاضنة لقضيتهم.وأن تأثيره أي الاتحاد الإفريقي أفضل بكثير من تأثير الاتحاد الأوروبي من حيث الإقناع السياسي وليس البراغماتي المتعلق دوما بالمصالح الاقتصادية فمعظم الدول الإفريقية المساندة لقضية الصحراء ..
أكيد أنها عاشت نفس الويلات وشربت من مرارة البؤس والاستنكار الصادرين من قوى استعمارية تاريخية أرادت تخضيع الإنسان الإفريقي واعتباره أقل شأنا وتأثيرا في حركية العالم والأقاليم ومن هنا كان حريا لها أن تداوم على المضي في مسار الكفاح والحصول على قدر أكبر من الضالات الداعية للتحرر والانعتاق وواحد مثل كوهلر يدرك هذه النقاط التاريخية جيدا ويعي بأن كل نقطة ايجابية تصب في صالح نجاح مهمته إلا وسارع إلى استغلالها وتوظيفها دون تردد وأمام هذا المبعوث الأممي عدة نقاط بإمكانه الارتكاز عليها أهمها قضية المعتقلين السياسيين(آخرها قضية عبد المولى الحافظي) وموضوع إضرابه عن الطعام في محاولة منه لشد أنظار العالم والسياسيين بالخصوص حول مأساته التي تُظهر عن أنه قطعة من جسد وكيان بلده المناضل من أجل تقرير المصير ويركز كوهلر دائما في سياسته على الجوانب الإنسانية من هذا الملف الشائك قصد الضغط على القوى العظمى وأهمها طبعا الأوربية لهدف إنهاء مسلسل انتهاك الحقوق المهضومة.بينما في الطرف الآخر تسعى بعض الأطراف الموالية للمغرب التشويش على هذا الطرح لربح الوقت والتلويح بعجز جميع المبعوثين الأمميين وأن حق تقرير المصير مجرد شعار رفعته بعض الأقليات الداعية لتمزيق وحدة المغرب؟!
من هنا فإنه ولا أحد استطاع أن يغيّر من حقيقة ماهو موجود على الميدان في الأراضي المحتلة
فمأساة الشعب الصحراوي هي مأساة إنسانية بكل المواصفات وكلما اشتدت تضييقا واختناقا ازداد وهجها في أعين المتابعين والراغبين في طي هذه المشكلة التاريخية إلى الأبد .
*شاعر وصحفي جزائري
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)