ربط أسباب انهيار النفط بضعف الطلب العالمي

انطلق صبيحة أمس بفندق المنتزه بسرايدي بعنابة فعاليات الملتقى الدولي الأول حول «أزمة النفط: سياسات الإصلاح والتنويع الاقتصادي» بحضور والي عنابة ورئيس جامعة باجي مختار البروفيسور عمار حياهم، وبدأ الباحثون والأخصائيون في عرض محاضراتهم المتعلقة بأزمة النفط حيث شهدت البيئة الاقتصادية في بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى تغيرات كبيرة نتيجة الانخفاض الحاد وربما المزمن في أسعار النفط وتباطؤ النمو بدرجة فاقت التوقعات في منطقة الأورو والصين واليابان وروسيا، وانخفض سعر برميل النفط في أسواق العالم بنسبة 55% في سبتمبر 2014، وانخفض سعر البرميل منذ جانفي 2015 إلى ما دون 50 دولار، وقد انخفضت أيضا أسعار بعض السلع الأولية الأخرى، وإن لم تكن بنفس درجة انخفاض أسعار النفط، ومن المتوقع حاليا أن تنخفض أسعار المعادن على سبيل المثال، بنسبة 13% في الفترة بين 2015-2019، ورُبطت أسباب الانهيار بضعف الطلب العالمي على هذه السلعة الحيوية، حيث أن انخفاض أسعار النفط كان مدفوعا بعوامل العرض والطلب على حد سواء، فزيادة المعروض النفطي عن المستوى المتوقع، لا سيما من الولايات المتحدة، لم توازنه تخفيضات في الإنتاج من البلدان الأعضاء في منظمة «أوبك»، كما أن الطلب العالمي على النفط وخاصة من الصين واليابان ومنطقة الأورو كان آخذا في الانخفاض، كما سوف تتوقف استجابة السياسات الملائمة إزاء هذه التغيرات على ما إذا كان البلد المعني مصدرا للنفط أم مستوردا له خاصة أن الجزائر كدولة مصدرة للنفط، وتعتمد اعتمادا كبيرا عليه غير أن السمة المشتركة في هذا السياق هي أن هذه التطورات تشكل فرصة سانحة وقوة دفع مواتية لإصلاح نظم دعم أسعار الطاقة وتكثيف جهود الإصلاح الهيكلي لدعم فرص العمل، وبالخصوص تبني رؤية إستراتيجية موحدة لتنويع الاقتصاد، والابتعاد عن الاعتماد الشبه الكلي على الايرادات النفطية.