الجزائر

”ربّي ينوب”



يبدو أن الأحزاب السياسية ليست وحدها التي يسيل لعابها من أجل الوصول إلى ”كموسة” الخزينة، وهي ”تتقاتل” الآن من أجل وضع يدها عليها ليصرفها جاب الله كيفما شاء، ويمول بها أبو جرة بواخر فك الحصار على غزة.. فقد قلت مرة لأبي جرة ممازحة: ”كم أعطتك قطر من أموال؟”، فرد: ”المال هنا ولماذا أذهب أبحث عنه في قطر؟!” وهذا دليل على أن الرجل يضع عينيه على الحصيلة وينتظر فقط الوصول إلى الحكم ليتمتع بها..
ليست الأحزاب - قلت - وحدها الطامعة في مال الجزائريين، وإن كان طمعها مشروعا، فهي أحزاب جزائرية، لكن بأي حق يطلب صندوق النقد الدولي سلفة مالية من الجزائر، وهو من ذبح الجزائريين سنوات الثمانينيات والتسعينيات وكانت سياسته سبب بلاء البلاد والعباد؟!
هل نسي المشرفون على ”الأفامي” الأزمة التي رموا فيها الشعب الجزائري بإجبارهم البلاد على غلق المصانع وتشريد العمال وإنزال قيمة الدينار الجزائري إلى الحضيض الأسفل وإرغام الجزائر على التخلي عن سياستها الاجتماعية بالتخلي عن سياسة دعم أسعار المواد الغذائية، فكانت النتيجة خرابا لسنوات طويلة، توقفت خلالها عجلة الحياة بالجزائر وجمدت مشاريع وأغلقت مؤسسات وطرد الآلاف من العمال إلى جحيم البطالة...
كم هي قصيرة ذاكرة صندوق النقد الدولي!! ليأتي اليوم وينسى ما فعله بنا ويطلب منا أن نموّل خراب أوربا وأمريكا ونهبّ لنجدتها لتواجه أزماتها الاقتصادية، وهي التي تتشدق بتلقيننا دروس الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحاول التدخل في شؤوننا الداخلية، لأسباب أو لأخرى..
لا، لن نعطي ولا سنتيما لهذا الصندوق، الذي لم يكن يوما في خدمة الشعوب المستضعفة، أليست مقولة ”لا نمنح القروض للفقراء” هي شعار صندوق النقد الدولي؟!
وإن أعطيناهم قرضا، فليكن بنفس الشروط القاسية التي كان يمليها الصندوق علينا، فلنجبره على الامتثال لشروط نادي باريس والنوادي المالية الأخرى ويتبول رجاله في سراويلهم، مثلما فعلوا برجالنا أيام الأزمة.
وأهم شرط أن تسحب أمريكا وفرنسا وكل دول الغرب التي تخوض حروبا في العالم جيوشها من العراق وأفغانستان وليبيا، وتوقف أمريكا تمويل العدوان الإسرائيلي على فلسطين.. ثم بأي حق نمنح أموالنا لتمويل حروب الزعامة الأمريكية؟ فلتتحمل أمريكا نتائج سياستها ومحاولات هيمنتها على العالم، ولسنا مجبرين على المساهمة بطريقة غير مباشرة في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
لا نعطي أموالنا حتى لا يتحكم من جديد في مصرينا.. أليست القوة هي قوة من يملك المال؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)