الجزائر

رامافوزا أمام امتحان استعادة ثقة مفقودة،،،



بنفس درجة الترقب التي طبعت مواقف المواطنين في جنوب إفريقيا وهم ينتظرون رحيل الرئيس المغادر جاكوب زوما، مازال الترقب ينتابهم أيضا وهم ينتظرون قدرة خليفته، سيريل رامافوزا في تجسيد وعوده بالقضاء على الرشوة وضخ دم جديد في دواليب اقتصاد منهك.قدم رئيس جنوب إفريقيا الجديد، سيريل رامافوزا أمس، الخطوط العريضة لبرنامجه الرئاسي، حاول من خلاله وضع آليات تحقيق إقلاع اقتصاد بلاده الذي أصيب بحالة انكماش غير مسبوقة إلى درجة زرعت الشك في أوساط السكان وبكيفية سعى من خلالها لإقناعهم أنه سيضع قطيعة مع الإرث الذي خلفه سابقه المستقيل.
ويأتي خطاب الرقم الأول الجنوب إفريقي الجديد ساعات فقط بعد أن وجد زوما نفسه مرغما على الرحيل ليلة الأربعاء إلى الخميس، بعد أن سدت في وجهه كل سبل البقاء خاصة بعد أن صد حزبه المؤتمر الوطني الإفريقي الباب أمامه واضطره للرحيل خدمة لشخصه ولصورة حزب صنع مجد جنوب إفريقيا ولكنه وجد نفسه في تراجع كبير أمام معارضة متنامية.
وقال زوما، وهو يعلن عن استقالته بمرارة "لقد قررت الاستقالة من منصب رئيس الجمهورية في الحين رغم معارضتي قرار قيادة الحزب الذي أنتمي إليه" في إشارة إلى حزب ال«إي. أن. سي" الحاكم الذي قرر وضع نهاية لعهدته عاما قبل انتهائها.
وقدم زوما الذي تنتهي عهدته الرئاسية صيف العام القادم استقالته، متفاديا بذلك تمرير مذكرة لسحب الثقة أمام البرلمان في جلسة قررت الهيئة التشريعية عقدها منتصف نهار أول أمس، في حال رفض النداءات المتوالية التي دعته إلى تقديم استقالته، وهو الخيار الذي رفضه زوما صباح الأربعاء قبل أن يقتنع في مساء نفس اليوم أن نهايته قد دنت ولم تعد سوى مسألة ساعات فقط.
ويمكن القول إن رامافوزا، الذي تولي قيادة الحزب الحاكم شهر ديسمبر من العام الماضي وضع من بين أولى مهماته إبعاد الرئيس جاكوب زوما بعد تواتر الحديث في جنوب إفريقيا عن تورطه في فضائح رشوة وتبديد أموال عمومية أضرت بصورة الحزب في أوساط الرأي العام الجنوب إفريقي الذي دب الشك بين شرائحه بإمكانية تحسن أوضاعه المعيشية.
كما تعهد الرئيس الجديد البالغ من العمر 65 عاما، والنقابي السابق ورجل الأعمال لاحقا ضمن برنامج عمله محاربة الرشوة التي استقوت وزاد خطرها في أعلى دواليب المسؤولية وكذا النهوض باقتصاد البلاد الذي عرف انتكاسة غير مسبوقة ضمن تبعات الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم خلال السنوات الأخيرة.
وهي تعهدات تأتي في سياق ضغوط متزايدة على سلطته، لم تتوان نقابة "كوزاتي" وهي أكبر نقابة عمالية في البلاد وضع قائمة مطالب في وجهه بمجرد إعلان توليه مقاليد السلطة في بريتوريا طغت عليها مسألة إيجاد مناصب الشغل لملايين العاطلين عن العمل والأجر القاعدي والضمان الاجتماعي والتربية. وهي تحديات تجعل من الصعوبة تحقيقها في بلد لم يتمكن من إيجاد "الخلطة السحرية" لتحقيق نمو اقتصادي ربع قرن منذ الإطاحة بنظام الميز العنصري الذي جثم على جنوب إفريقيا طيلة أربعة قرون وتعويض عامة الجنوب إفريقيين من سياسة حرمان معتمدة وتفقير مقصود.
وهو رهان يمر حتما عبر تغيير حكومي طغى الحديث بشأنه أمس، على كواليس البرلمان ومختلف الأوساط السياسية التي تترقب تعديلا حكوميا وخاصة الوجوه التي ستتولى إدارة الوزارات الهامة والتي لها علاقة مباشرة بتحسين أوضاع البلاد في شتى المجالات ضمن أولوية أكدت أحزاب المعارضة أنه تحد لا يمكن تحقيقه ما لم يتم تشكيل حكومة جديدة بوجوه قادرة على ضخ ذلك الدم اللازم لإعادة الروح إلى آلة اقتصادية مترهلة.
وهو ما تعهد به الرئيس الجديد وقال في أول جلسة مع نواب البرلمان وقال مطمئنا "سآخذ بكل اقتراحاتكم لاختيار طاقم وزاري قادر على رفع التحدي" في نفس الوقت الذي تعهد فيه بالعمل دون هوادة وعدم تخييب ظن الشعب الجنوب إفريقي.
وهو تعهد يجعله من الآن تحت منظار مراقبة عامة الشعب وأحزاب المعارضة طيلة المائة يوم الأولى من حكمه وحينها يمكن الحكم لصالحه أو ضده.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)