راكم 25 على ..24

المدير العام للأمن الوطني رافع لمصداقية قطاعه وقدم دليلا حسابيا على أن رجال الشرطة كانوا أكبر المتضررين من المواجهات التي شهدتها البلاد على فترة امتدت من جويلية الفارط إلى جويلية الحالي وذلك من خلال حصيلة متمثلة في إصابة أكثر من 3000 عون أمن مقابل إصابة ما يقارب 500 محتج في 9000 عملية تدخل لحفظ الأمن، والأرقام بالصيغة الرسمية المطروحة تعبير حي وغني عن أي تعليق كون الجنرال الهامل أحصى بالأرقام عدد مصابيه..
الأرقام أثبتت أنه رغم التدخلات اليومية التي يعيشها رجال الأمن لتحرير الشارع من قبضة المحتجين ورغم وسائل الردع المتطورة التي تمتلكها الشرطة، إلا أن رجال الجهاز يحافظون على توازنهم في استعادة الأمن وبأقل الخسائر في صفوف المحتجين. إلى هنا الخبر جميل، لكن الأجمل والأعجب من الأرقام ذاتها أن أرقام سيادة الجنرال الهامل التي نزعت كل شائبة عن عمل قوات التدخل السريع قد أدانت الحكومة بشكل قاطع كون الجنرال الهامل لا ينطلق على الهوى لذلك فإن الحكومة ظهر أنها في "الهوى"..
بعملية قسمة بسيطة لا تحتاج إلى "أنشتاين" في الجبر ولا في "جغرافيا" الاحتجاجات، فإن رقم 9000 عملية تدخل خلال سنة يعني بعد قمسمته على عدد أيام السنة ال,365 أن الجزائر تعيش في اليوم ما يقارب 25 احتجاج وهو ما يكشف أننا نعيش احتجاجا كل ساعة، وذلك بعد قسمة 25 احتجاجا على ساعات اليوم الأربع والعشرين، فهل بعد أرقام "الهامل" لايزال في جعبتهم ما يقولون؟