رابح رحوال (إمام مدرّس)

دأبت بلادنا على تنظيم مثل هذه الملتقيات لنشر روح العلم و محور هذا الملتقى هو أساس اجتماعنا و تلاحمنا في هذه الدنيا فما من أمّة تشبثت بكتاب ربّها إلاّ ارتقت و علت مراتبها بين الأمم و الحضاراتو تخلّلت هذا الملتقى الكريم محاضرات قيّمة جدّا نستفيد منها نحن الأئمة المدرّسون و شيوخ الزوايا و طلبة العلم ،و الأساتذة الجامعيون شدّوا أسماعنا و أدهاننا بما قالوه فقد حاولوا و اجتهدوا لكي يدلوا بدلوهم من كتاب اللّه عزّ وجل ،فالقرآن الكريم هو كل شيء في هذا الكون و هو تربية الرّوح و الأفراد و المجتمعات فالأساتذة باركهم اللّه استدلوا بآيات اللّه في موضوع الملتقى فتأكدنا بأن الحياة هي حفظ الرّوح من الكليات الخمس وفق ما جاء به علماء العقيدة و أصول الفقه الإسلامي رضوان اللّه عليهم و هي حفظ النفس و المال و العرض و الدّين و الأرضو لو نظرنا إلى سيرة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في بداية هذا الدين و كيف كان يتعايش المسلمون مع غير المسلمين نرى تنظيما للعلاقات و حفظ لحقوق الإنسان ،فالمسلمون كانوا يخرجون للجهاد مع رسول اللّه دفاعا عن الكليات الخمس و أبدا لم تكن لهم النزعة الهجومية فكم من سنة و هم يظلمون و يعذّبون و يقتلون حتى نزلت آيات اللّه التي أظهرت بأنهم ظلموا و عليهم رد ذلك عنهم و الدّفاع عن أنفسهم و أموالهمفأولئك الذين يذهبون إلى البلدان و يفجرون أنفسهم و يغرّرون بالناس لم يفهموا القرآن الكريم فهما صحيحا لذلك نحن ندين ما حدث في فرنسا مؤخرا و ندين التعرض لأي نفس مهما كان دينها و انتسابها فالاعتداء على نفس كافرة كالاعتداء على نفس مسلمة و لعل حقوق الانسان التي دعا إليها الغرب وردت في ميثاق النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم و خير دليل على دلك خطبته يوم الوداع " أيها الناس إنّ دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا "