الجزائر

رئيسة جمعية "ترقية الفتاة" عائشة بن شلابي ل "المساء"



رئيسة جمعية
أوضحت السيدة عائشة بن شلابي رئيسة جمعية «ترقية الفتاة»، أن المجتمع إذا انعدم فيه التبجيل والتقدير والتوقير انعدمت داخله الأخلاق والتربية، وشددت خلال الحوار الذي جمعها بيومية «المساء»، على ضرورة إصلاح ذهنيات محيط الطفل الصغير من الأب والأم وكل الأسرة الصغيرة قبل التفكير في تربيته تربية صالحة تعود بالنفع على المجتمع.بداية حدثينا عن المجهودات التي تبذلها جمعيتكم في مجال الاهتمام بالطفل؟تهتم جمعيتنا بالأسرة كونها من أولوياتنا، حيث نهتم بترقية الفتاة التي تكون أمّا في المستقبل وربة أسرة كاملة، لذا يعد من الضروري تمهيدها لاستقبال الحياة العائلية بكل سهولة، لأنه مع التفتح الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة أصبح من الصعب التحكم في بعض حركات الطفل، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات الوصية لمساعدة الأولياء في توجيه أبنائهم نحو الطريق السليم. من خلال كلامك نفهم أن الفتاة هي العمود الفقري للأسرة، هل هذا ما تقصدينه؟نعم، نحن كجمعية تربوية نعتني برعاية الناشئة التي تعني مرافقة الفتاة منذ طفولتها حتى تكوين شخصية صالحة تعي دورها في الحياة والمجتمع، كل هذا بهدف إنشاء جيل متميز من الأمهات قادرات على رعاية الأطفال، خصوصا في الآونة الأخيرة التي تشهد فيها ذهنيات بعض الأطفال اعوجاجا. هل تشيرين إلى أن المجتمع طغت عليه قلة التربية؟للأسف نعم، لاحظنا في السنوات الأخيرة أن الأطفال أصبحوا جد ديناميكيين، ليس هذا فقط، لكن البعض منهم أصبح لا يحترم كبير السن ولا يعيره أي تقدير أو توقير، مما يستدعي دق ناقوس الخطر، ويعني أنه إذا استمرت التربية على هذه الحالة سيصبح الطفل متحكما في والديه، وهذا أمر جد خطير لابد من أخذه بعين الاعتبار، ولا ننسى أنه كثيرا ما أصبحنا نقرأ في الصفحات الإخبارية عن تعدي بعض الأبناء على أبائهم أو التخلي عنهم في دور العجزة. كيف تفسرين هذا الانتشار غير المسبوق للجمعيات التي تهتم بتوجيه الأسرة؟لا يخفى على أحد أنه قديما كان الاحترام يسود المجتمع عامة، فرغم أمية بعض الأولياء، إلا أنهم كانوا يحسنون تربية الأطفال، لذا أقول بأن التربية ليس لها علاقة بمستوى الأبوين التعليمي أو الثقافي، وإنما الأخلاق الحسنة هي القادرة على إنتاج شخصية فعالة وبناءة تعطي الطفل حقه في التربية الصالحة التي تجعله فردا قادرا على احترام محيطه ابتداء من أسرته، وصولا إلى مجتمعه. هل الاهتمام بالأم هو الاهتمام بالطفل بطريقة غير مباشرة؟بالعكس، أرى أنها طريقة مباشرة في تربية الطفل، لأن الأم حتى ولو كانت عاملة خارج البيت، فهي تولي أكبر اهتمامها لابنها، كونها الحلقة المرتبطة مباشرة مع الطفل وينصب جل تركيزها على تربيته، ومن منا كأم لا تريد أن يكون طفلها صاحب أخلاق وتربية راقية، لكن جهلها لبعض الأمور التوجيهية يجعلها تخرج عن المسار التربوي الصحيح الذي يجب أن تلقنه للابن، لذا يبقى من واجب المجتمع المدني مساعدة الأم في سلك هذا المسار السليم. كيف ترين واقع الطفل الجزائري حاليا؟إن التغيرات الاجتماعية الحاصلة في المجتمعات العربية المعاصرة تتدخل بشكل واضح في المنظومة القيمية للطفل، لأن الشخصية تبدأ في نشأتها القاعدية خلال السنوات الأولى من العمر، ونجد أن التطورات التكنولوجية التي شهدتها وسائل الإعلام والاتصال ترتبط بشكل كبير بمسألة الهوية، بالتالي تؤثر على عملية نمو الشخصية الإنسانية. إذا تربية الطفل ليست منوطة بالأولياء فقط؟لا، فرغم دور الأبوين الكبير إلا أن للعوامل الخارجية دورها الحيوي، ولا شك من أن التنوع الثقافي أو تعدد الثقافات في مجتمع واحد يؤثر على عملية التكيف واتباع الأخلاق السائدة في المجتمع، حيث تعد الشخصية إنتاجا ثقافيا تنجم عن تفاعل العوامل البيولوجية للفرد مع البيئة الاجتماعية ومكوناتها الثقافية. لهذا فالتربية يكتسبها الطفل انطلاقا من الأسرة، لكن لا تتوقف على هذه البيئة فقط، لتبقى للعالم الخارجي يد في العملية، حيث ينبع السلوك الأخلاقي من القيم التي تنشأ بدورها من التربية التي تلقاها من مختلف أطراف المجتمع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)