الجزائر

رئيس بلدية قادرية : "البلديات الفقيرة لا يمكنها توفير كل شيء للمواطن



رئيس بلدية قادرية :
"المواطن ينتظر مساهمة الدولة في إخراجه من عزلته بالقرى والمداشر "
"البلديات الفقيرة لا يمكنها توفير كل شيء للمواطن بإمكانيات ضعيفة"
"نحن مستعدون للتحديات لأن المبادرة وحسن التسيير كفيل بتقديم الأفضل للمواطن"
تعد بلدية القادرية واحدة من بين أقدم البلديات على المستوى الوطني ، حتى ترقيتها إلى مصف دائرة في التقسيم الإداري الأخير لم يشفع لها ، لتبقى البلدية تعاني التهميش إلى أجل غير مسمى ، نقص الموارد المالية ، البطالة ، العزلة ،كلها ساهمت في أبقاء التنمية جانبا ، ليبقى سكان القادرية بقراها ومداشرها يعانون الويلات ، لكن أمالهم اليوم معلقة على المجلس البلدي الجديد الذي يأمل حسب رئيسه عبد النور خيثر إلى إعادة القطار على السكة معتمدا على كفاءات المنتخبين الذين يدركون مدى التحديات و كلهم عزم للعمل من اجل إخراج البلدية من هذه الوضعية التي لا تحسد عليها .
رئيس البلدية عبد النور خيثر الذي استقبلنا بمكتبه حاول الإجابة على بعض الأسئلة التي تراود كل سكان البلدية ،مدركا مدى المسئولية الملقاة على عاتق مؤمنا بأن المسئولية تكليفا وليست تشريفا.وأن أولوية الأولويات هي خدمة المواطن الذي يستحق كل الخير ..
الجزائر الجديدة :
المواطن المحلي ينتظر الكثير منكم كيف يمكنكم تلبية الكثير من المطالب والبلدية على هذا الحال الذي لا تحسد عليه ؟
*
المجلس البلدي الحالي قبل بكل التحديات بالرغم من أنها كبيرة وثقيلة ،وهو مستعد لتقديم الكثير للبلدية التي نرى بأن المبادرة وحسن التسيير والتدبير كفيل بتقديم الأفضل للمواطن ، وعليه فان الجميع ملتزم بالشفافية والعمل الجماعي لأن افاقنا مشتركة وموضوعية ، وأعتقد ان تنمية أي منطقة تتطلب رفع التحديات ونحن ملتزمون بتقديم كل ما لدينا من أجل راحة المواطن لأننا جئنا لخدمته فقط .وبالرغم من أن وضعية البلدية ليست على ما يرام في مختلف المناحي فان دورنا يرتكز اساسا على محاولة تغيير وجه البلدية وذالك بتغيير الذهنيات أيضا ،مرتكزين في ذالك على الطاقات البشرية التي تتميز بها البلدية والتي ستضفي الشيئ الكثير وتعود بالخير الوفير على أبناء البلدية .
* نفهم من كلامكم أنه لديكم استراتيجية لتنمية البلدية واخراجها من هذا الوضع ؟
**بالنظر إلى التقهقر الكبير الذي تعرفه بلديتنا من سنة إلى أخرى فإننا ندرك تماما مكمن الداء ، وعليه فان أولوياتنا منصبة على اتمام المشاريع الآنية ثم التفكير في الآفاق المستقبلية التي لدينا عنها صورة واضحة ، وحاليا نسعى إلى تجسيد كل المشاريع المتعلقة بالتهيئة شبكة الطرقات وتحديثها ،فك العزلة عن المناطق الريفية والمداشر و مشاكل البطالة وإعادة بعث النشاط التجاري بالبلدية الذي عرف ركودا رهيبا بعد فتح الطريق السيار شرق غرب ،هذا عن اهتماماتنا الآنية ، أما بالنسبة للمستقبل فإننا نعتمد على المبادرة ومحاولة الاستثمار في مكاسب البلدية وطاقاتها من خلال فتح المجال أمام المستثمرين من أبناء البلدية وخارجها وتشجيع الاستثمار ، كما نحاول فتح أسواقا جوارية لتمكين فرص العمل للشباب ، فتح سوق الجملة للخضر والفواكه ، ونحن على اتصال مع العديد من رجال الأعمال الذين بإمكانهم إنشاء مؤسسات اقتصادية يمكنها ان تسهم في القضاء على ظاهرة البطالة التي تنخر فئة الشباب .
*فتح الطريق السيار شرق غرب أثر بالسلب على الحياة بالقادرية هل من حلول لفك العزلة عن البلدية ؟
**لا يختلف اثنان على ان بلديتنا تأثرت كثيرا خلال العشرية الحمراء التي أتت على الأخضر واليابس ، لكن الطريق السيار شرق غرب زاد من معانات المواطنين هناك ، فأصبحت البلدية تقريبا معزولة مما أثر بالسلب على مداخيل المواطنين وخاصة التجار الذين تضرروا كثيرا ، ومن أجل إعادة الحياة للبلدية سبق وان تم تقديم مشروع انجاز محول على بعد100 متر من البلدية يربطها بالطريق السيار ، يساهم من جانب في فك العزلة وكذا تقديم خدمات طبية لمرتادي الطريق على اعتبار ان المحول يقع بالقرب من الاستعجالات الطبية وهو مهم ،لكن رد وزارة الأشغال العمومية لم يأت بعد مما قد يؤجل هذا الانجاز الذي يسهم في تنمية البلدية ،وكما هو معلوم فان مداخيل هذه الأخيرة لا تسمح بانجاز مشروع من هذا القبيل خاصة وان قيمة انجازها تصل الى غاية 15 مليار سنتيم والبلدية غير قادرة غلى تقديم هذا المبلغ .
*هل يمكن حصر هموم البلدية في الطريق السيارفقط ،بينما هناك وسائل وطرق أخرى كفيلة بتنمية البلدية ؟
**في اعتقادي أن أكبر عائق للتنمية يكمن في شكل العقار بالبلدية ، فأغلب الأراضي فلاحية وطبيعة المنطقة الزراعية لها سلبياتها ، إضافة إلى كل ذالك فان الطريق السيار شرق غرب منع من توسع البلدية والمدينة مما جعلنا تقترح تعويض ذلك في الجهة الشرقية مع توفر الأراضي وهي تابعة لأملاك الدولة ، وكنا قد التمسنا من الوصاية التدخل من أجل توسيع المحيط البلدي للعمران من أجل تمكيننا من استقبال المشاريع السكنية التي ازداد الطلب عليها خاصة في السنوات الأخيرة بسبب النزوح الريفي وقلة الإمكانات ووسائل العيش بمختلف القرى والمداشر التي تتوزع عبر إقليم البلدية .
*على ذكر القرى والمداشر ، هناك الكثير منها ببلديتكم تعاني الأمرين ، غياب التنمية ، والموقع الجبلي الذي لا يرحم في الظرف الحالي ؟
**في الأصل البلدية هي منطقة جبلية وفلاحية بدليل أن أغلب سكانها كانوا يقتاتون من تمار الزيتون ،التين واللوز ومختلف المحاصيل الأخرى، وكان من الواجب تقديم يد المساعدة من طرف السلطات العليا للبلاد للمواطنين الذين يعانون في المناطق الريفية ويعيون في ظروف طبيعية واجتماعية قاسية ، فكل مناطق بلدية القادرية عانى سكانها سنوات الإرهاب ودفعوا الغالي والنفيس في تلك الفترة ، لكن أغلبهم هاجروا قراهم إلى المدينة بحثا عن الأمن ولقمة العيش ، والبلدية لا يمكنها أن توفر لهذه القرى والمداشر كل ما هي حاجة اليه لكنننا سنعمل من أجل تقديم ما يمكن تقديمه ، وأقول بأنه من واجب السلطات العليا للبلاد ان تدعم وتسهم في إخراج هؤلاء المواطنين من هذا الوضع وذالك بتخصيص برامج تنموية ريفية تسهر البلديات على انجازها لأنها الادرى بحاجيات المواطنين والآقرب إليهم من غيرهم .كما أعتقد ان الدولة مطالبة بخلق التوازن بين البلديات دون تمييز ، والالتفاتة الى البلديات التي عانت أكثر من غيرها خلال محنة الجزائر ، يحسس المواطن بوجوده ويعزز الثقة بينه وبين الدولة .
*المجلس البلدي الحالي مشكل من مجموعة من الشباب ماذا ستقدمون لهذه الشريحة التي تعاني في صمت وانتم أدرى بحاجياتها أكثر من غيركم ؟
**لا يمكن تجاهل هذه الفئة الهامة من مجتمعنا ، فكل مساعينا تتجه نحو تقديم الأفضل لهذه الشريحة ، في مختلف المجالات سواء الاقتصادية ،الاجتماعية، والثقافية والرياضية ، فالمنطقة تزخر الطاقات الشابة وعلينا استغلالها لخير هذه البلدية ، ومن واجبنا توفير السكن والشغل وتقديم المساعدات للشباب وفسح المجال لهم في تجسيد مشاريعهم وطموحاتهم قدر امكانات البلدية ، وهم يدركون مدى جديتنا في تجسيد افاقهم الكبيرة .
*يبدو أن الوضع الحالي للبلدية أثرا سلبا حتى على النشاط الثقافي والرياضي ، ماذا يمكن فعله لبعث هذه النشاطات وفتح المجال لأبداعات الشباب ؟
**التنمية هي الكل في الكل وتأثيراتها السلبية ساهمت في الركود الثقافي والرياضي أيضا ، فمساهمة البلدية في الجانب الرياضي والثقافي لا تكفي وحدها لتقديم ما ينتظره الجميع ، لأن المطالب كثيرة والمساعدات قليلة ، وهو ما أثر سلبا على مختلف النشاطات التي كانت مفخرة للبلدية سواء في الجانب الرياضي أو الثقافي ، وأعتقدأن هذه النشاطات ستعرف انتعاشا في القريب بعد أن تنتهي من انجاز الملعب البلدي الجديد والمسبح البلدي ومختلف المرافق الأخرى ، كما أأكد ان البلدية ستسهم في كل مبادرة ثقافية تعود بالفائدة على مثقفيها ، ونحن متأكدون باننا سنستثمر في الانسان الذي هو ٍراس المال الحقيقي والذي نعتمد عليه في مختلف المجالات ، والحمد لله ان بلدية القادرية لديها من الطاقات ما يمكنها من تجاوز الكثير من المعوقات التي حدت من وصول التنمية اليها.
*بماذا يمكننا إنهاء هذا الحوار ؟
**بالتفاؤل طبعا ، لأننا ندرك بان ما نسعى إليه هو خدمة المواطن المحلي الذي ينتظر منا الكثير ، ونحن كمجلس بلدي كل ما يهمنا اليوم هو فك العزلة على البلدية وجعلها قطبا اقتصاديا يمكن أبناء البلدية من النفس من خلال عرض مناصب الشغل عليه ، كما نامل ان تساهم السلطات الولائية في دعم البلدية من خلال برامج تنموية موجهة للقرى والمداشر التي يئن مواطنوها في صبر وشموخ ،أقول للجميع بان المجلس البلدي يدرك التحديات التي تنتظره وهو متأهب لكل تلك المتاعب من أجل حياة وعزة هذا المواطن الذي يستحق كل الخير .
حاوره: أحمد دهنيز


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)