أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اليوم الخميس على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات على مسافة 950 كلم, وذلك في إطار زيارة عمل وتفقد قام خلالها بتدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية والحيوية بولاية تندوف.وشدد الرئيس تبون بالمناسبة على ضرورة احترام آجال إنجاز هذا المشروع الضخم المحددة ب30 شهرا, مؤكدا في ذات السياق أن مستقبل الجزائر مرتبط بمنجم غارا جبيلات الذي سيوفر, كما أضاف رئيس الجمهورية, 3 ملايير دولار "قيمة استيراد مادة الحديد".
وقال السيد تبون "هذا هو الإقتصاد الذي نريده, وهو مشروع يعطي نفس آخر للإقتصاد الوطني".
ويكتسي خط السكة الحديدية بشار /تندوف/غارا جبيلات أهمية بالغة باعتباره سيفتح آفاقا تنموية واعدة لتثمين الثروات المنجمية بالمنطقة، ويأتي ضمن ما يعرف بالخط المنجمي الغربي، وهو يعد مشروعا إستراتيجيا ضخما وبنية تحتية لتثمين و استغلال واحد من أكبر مناجم خام الحديد في العالم.
ويشمل هذا الخط للسكة الحديدية مسافة 950 كلم من البنية التحتية للسكة الحديدية والتي ستشكل حلقة النقل الرئيسية نحو معامل التعدين و منه باتجاه المناطق الصناعية و الموانئ التي تغطيها الشبكة الوطنية للسكة الحديدية .
ويعتبر امتدادا للرواق الغربي لخط السكة الحديدية وهران/بشار، والذي يمتد جنوبا من مدينة بشار مرورا بالعبادلة و حما قير و تبلبالة وحاسي خبي وأم العسل و تندوف وصولا إلى غارا جبيلات.
ويعد هذا المشروع العملاق للسكة الحديدية حلقة الربط الرئيسية في سلسلة إنتاج الحديد و الصلب في الجنوب الغربي للبلاد و الذي سيسمح بنقل أكثر من 140 ألف طن يوميا من خام الحديد عبر ثماني قطارات في كل اتجاه بعد إطلاق مقطعه الأول الرابط بين بشار و حدودها مع ولاية بني عباس عبر مسافة 200 كلم.
وتجري الأشغال حاليا على مستوى المقطع الثالث الذي سيربط مدينة تندوف ببلدية أم العسل على مسافة 175 كلم و التي أوكلت أشغال إنجازه إلى مجمع شركات عمومية وفي مقدمتها المؤسسة الوطنية للأشغال العمومية بمرافقة شركات وطنية أخرى، فيما يراقب و يتابع الأشغال مجمع مكاتب الدراسات العمومية ، وفق القائمين على الإنجاز .
وأجمع إطارات بقطاعات الطاقة والمناجم والأشغال العمومية والتجارة بولاية تندوف على أن هذا المشروع الذي سيربط منطقة غارا جبيلات (140 كلم جنوب تندوف) بولاية بشار سيساهم في تعزيز الحركية الإقتصادية من خلال نقل خام الحديد نحو مناطق التصنيع تجسيدا لتوجه الدولة الرامي إلى تثمين الثروات المنجمية بولاية تندوف التي تعتبر بوابة الجزائر نحو الغرب الإفريقي.
وبالنسبة لقطاع الأشغال العمومية بولاية تندوف فإن هذا الخط من شأنه أن يقلل من تكلفة نقل المادة الخام من الحديد إنطلاقا من منجم غارا جبيلات نحو مختلف مناطق التصنيع، فضلا عن أهميته في الدفع بالحركة التنموية بالمنطقة وإنعاش الإقتصاد الوطني بشكل عام.
وسيساهم هذا المشروع في التخفيف وبشكل فعال من الضغط المروري على الطريق الوطني رقم 50 الذي يعتبر بمثابة الشريان الوحيد الرابط بين تندوف وبشار ثم نحو ولايات شمال الوطن، حسب ذات المصدر.
كما سينعكس مشروع السكة الحديدية بشار/تندوف/غارا جبيلات بشكل إيجابي على ذات المحور من خلال المحافظة على هذه المنشأة الطرقية وتقليص فاتورة صيانتها الدورية إلى جانب المساهمة في ترقية المبادلات التجارية مع دول الجوار الإفريقي.
ومن جهتهم أبرز مسؤولو غرفة التجارة والصناعة "تفاقومت" بتندوف المزايا الإقتصادية التي سيوفرها المشروع للمنطقة، معتبرين أنه سيعود بالفائدة على سكان هذه الولاية وعلى المتعاملين الإقتصاديين والتجار من خلال تسهيل نقل البضائع بأقل التكاليف، فضلا عن تشجيع الإستثمار بهذه الولاية الحدودية.
ويتوخى من هذا المشروع الإستراتيجي الذي تعول عليه الدولة في تدعيم الإقتصاد الوطني، ضمان وتأمين إمداد مصانع الصلب والحديد الوطنية بالمواد الخام وزيادة مداخيل الصادرات خارج المحروقات.
وقبل ذلك كان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي يرافقه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة الى جانب أعضاء من الحكومة قد أشرف على وضع حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات الذي يعد أكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الإستقلال باحتياطي يصل إلى حوالي 5ر3 مليار طن من الحديد.
وبمناسبة هذه الزيارة سيلتقي السيد رئيس الجمهورية بممثلي المجتمع المدني وأعيان ولاية تندوف التي تتميز ببعدها الإستراتيجي والحيوي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/11/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : تندوف
المصدر : www.aps.dz