أدى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، صباح أمس، واجبه الانتخابي لحساب التشريعيات بمدرسة محمد البشير الإبراهيمي بالأبيار (الجزائر العاصمة). وكان رئيس الدولة قد وصل في حدود الساعة ال 11 إلى مركز الاقتراع مرفوقا بأخويه وأبناء أخيه.
ودخل الرئيس بوتفليقة مكتب التصويت رقم 34 حيث أخذ كل أوراق القوائم الانتخابية للمترشحين المتسابقين في هذا الاستحقاق الوطني، ليدخل بعد ذلك إلى العازل للفصل في اختياره النهائي من بين التشكيلات السياسية المتنافسة للظفر بمقاعد المجلس الشعبي الوطني القادم.
وتوقف الرئيس بوتفليقة مطولا أمام المصورين وعدسات الكاميرا للصحافة الوطنية والأجنبية المعتمدة لتغطية مجريات العملية الانتخابية، لتمكينهم من تخليد هذا الحدث الهام في تاريخ الجزائر قبل إيداع ورقته الانتخابية في الصندوق الشفاف.
وحملت تلك الصور رسالة أخرى من رئيس الجمهورية، حث من خلالها الناخبين الجزائريين على التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات، التي مافتئ في كل مناسبة يؤكد على أهميتها بالنسبة لمستقبل الجزائر.
وكان آخر خطاب وجهه الرئيس إلى الأمة من سطيف التي زارها تخليدا لذكرى مجازر الثامن ماي، قويا بما تضمنه من رسائل للشعب الجزائري عامة والشباب بالخصوص، الذي دعاه إلى التصويت بكثافة تجسيدا لرغبته في ان يتسلم المشعل، ولذلك، فإنه أبرز أهمية انتخاب مجلس شعبي وطني جديد تعددي سليم التركيبة ويعكس واقع الأمة وتطلعاتها. من هنا دعا الشعب الجزائري إلى أداء واجبه الدستوري في التشريعيات حتى يكفل البرلمان القادم ''حق المشاركة الفعلية للجميع بما فيها الأحزاب الفتية الناشئة'' من جهة، و''اختيار منتخبين ذوي كفاءة ومصداقية حاملين رؤى جديدة وبرامج جادة حصيفة وأوفياء للعقد الأخلاقي الذي يربطهم بمنتخبيهم''، من جهة أخرى.
الرئيس بوتفليقة وهو يدعو الجزائريين إلى المشاركة الواسعة في الاستحقاق الانتخابي، شدد على ان المنتخبين الذين سيتم اختيارهم ستوكل لهم مهام تشريعية ثقيلة، باعتبار ان البرلمان القادم سيضطلع بمهمة تعديل الدستور، التي قال عنها أنها ''مهمة معتبرة تمليها مقتضيات المرحلة القادمة''، فمراجعة الدستور، كما أضاف: ''ستكون فاتحة عهد جديد، لا سيما فيما يتعلق بترقية الحكم الراشد وتحديث مؤسسات الجمهورية، وكذا توسيع مجال الحقوق والحريات''، ولكن غاية ذلك - كما أشار - ليس فقط إعداد قوانين وتشريعات، ولكن ''التطبيق السليم الذي تتلقاه هذه السياسات من قبل كل الفاعلين بهدف تحقيق مرامنا الجماعي، المتمثل في تشكيل وتنصيب مؤسسات دستورية لا شائبة في مصداقيتها ولا في مشروعيتها''.
ولأن رئيس الجمهورية اعتبر هذه الانتخابات ''محطة حاسمة في مسار التشييد والتجديد في الجزائر'' قصد التصدي للأطراف المتربصة بالوطن، باعتبار أنها تأتي في وقت ''حساس''، ونظرا لانعكاساتها المعتبرة ''مما يجعلها اختبارا لمصداقية البلاد ومحطة فاصلة في استكمال برنامج الإصلاح والتحديث''، فإنه دعا الشباب الذي يشكل أغلبية سكان الجزائر الى قول كلمته واختيار ممثليه، من اجل التصدي ''لدعاة الفتنة والفرقة وحسابات التدخل الأجنبي''، وهكذا يبرهن الشباب أنهم ''أهل للمسؤولية''.
وخاطب الرئيس هذه الشريحة المعروفة بعدم اهتمامها الكبير بالمواعيد الانتخابية بالقول ''كل المستقبل لكم أيها الشباب وأنتم مطالبون بتحضير أنفسكم لتحمل المسؤولية... الجزائر أمانة بين أيديكم ولا بد أن تحافظوا عليها... فلا تتركوها لمن لا يريدون الخير لوطننا لكي لا يعبثوا به''.
واعتبر الرئيس أن الشباب الجزائري المواكب والمتفتح على عالم تكنولوجيات الاتصال، وبالتالي المدرك لتحديات العولمة ومخاطرها ''سيتصدى لمن يتربص بالبلاد شرا''. مذكرا بأن جزائر اليوم التي تنعم بالحرية والاستقلال والديمقراطية قامت على تضحيات أبنائها، وأن الحفاظ على كل المكتسبات إنما يتم عبر العناية بها عن طريق مواصلة الإصلاح والتشييد، وتحقيقا لذلك، فإن الشباب الجزائري مدعو للانخراط أكثر في العمل السياسي والجمعوي، وأن يؤكد قدرته على تسلم المشعل وتبوإ أعلى المسؤوليات في الدولة، التي تمر كما قال الرئيس عن طريق اهتمامه بتاريخ بلاده والأبطال الذين صنعوا أمجاده. فالجزائر كما أضاف الرئيس بوتفليقة تعيش اليوم مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد، تتطلب تضافر الجهود لتحقيق وثبة نوعية في مسيرة التنمية والتجدد بعد نصف قرن من استرجاع السيادة الوطنية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان ح
المصدر : www.el-massa.com