الجزائر

رئيس الجمهورية حريص على صون مكوّنات الهوية الوطنية


يناير كنز ثقافي أصيل ووعاء جامع لكل الجزائريينمرجعية عريقة نعتز بها..واستغلال الموروث المشترك لتقوية اللحمة الوطنية
أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أمس، أن احتفالية يناير، التي جاءت هذا العام وفق تصوّر جديد يستند إلى أنشطة هادفة تمزج بين التقليد والعصرنة، بالموازاة مع مراسم تسليم جوائز الأدب واللغة الأمازيغية، تؤكد بصدق حرص رئيس الجمهورية الصريح على صون وتعزيز مكونات الهوية الوطنية، مثلما أقره في التزاماته 54 وخاصة النقطة رقم 12.
أشرف سي الهاشمي عصاد، أمس، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، على انطلاق البرنامج الرسمي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان حميد لوناوسي، ورئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، نورالدين بن براهم رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني وشخصيات وطنية.
وبالمناسبة، أكد عصاد أن الاحتفالية تترجم بوضوح المرجعية العريقة التي لابد أن نعتز بها كجزائريين أيما اعتزاز، بهدف استغلال هذا الموروث المشترك لتقوية اللحمة الوطنية وأن المحافظة السامية للأمازيغية نجحت في تجسيد مثل هذه الاحتفالية الهادفة، ذات الدلالة والمغزى الوطني وتفاعل الجميع معها بصفة إيجابية وتلقائية عبر كل ربوع الجزائر.
وأشار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن اختيار الجزائر العاصمة لاحتضان هذا النشاط الكبير، تحت شعار ذي مغزى هادف ودلالة قوية: «يناير كنز ثقافي أصيل ووعاء جامع من أجل تنمية مستدامة»، يترجم بوضوح تلك المرجعية العريقة التي لابد أن نعتز بها كجزائريين أيّما اعتزاز، بهدف استغلال هذا الموروث المشترك لتقوية اللحمة الوطنية وجعله قيمة مضافة تساهم في الاقتصاد الثقافي الوطني.
وذكّر عصاد بالمحاور الخمسة التي تضمنتها الاحتفالية والمتعلقة بفضاء سوق يناير في قلب العاصمة الذي يحي التراث الثقافي الوطني الجدير بالتسويق والترويج، أجنحة المؤسسات الناشئة التي تهتم بتثمين التراث الوطني وترقية اللغة والثقافة الوطنية وتهدف إلى تشجيع الشباب الجامعي للاهتمام أكثر بهذا الميدان الخصب، ورشات موضوعاتية، علمية وتكوينية في مجالي الترجمة وأسماء الأعلام لفائدة شريحة من الباحثين والمهتمين بحقل اللغة والثقافة الأمازيغية بغية إرساء الطابع التشاركي في إعداد التوصيات التي سوف تتبناها المحافظة في برنامجها الجديدة لهذه السنة.
وأشار عصاد إلى عملية التشجير التي شُرع فيها، أول أمس، على مستوى غابة بوشاوي بالعاصمة، بإشراك الأسرة التربوية والجمعوية، من خلال شراكة مميزة مع المديرية العامة للغابات، الكشافة الإسلامية الجزائرية، الهلال الأحمر الجزائري ومرافقة فعّالة من طرف المرصد الوطني للمجتمع المدني، والمجلس الأعلى للشباب، حيث شكلت هذه المحطة رمزية عميقة تؤكد على تلك الرابطة القوية بين الجزائريين وأرضهم الطاهرة كصورة خالدة تبرز الافتخار بالانتماء إلى الأمة الجزائرية الواحدة الموحدة.
من جهة أخرى، ستعرف تظاهرة رأس السنة الأمازيغية «أمنزو ن يناير» فعاليات وطنية ورسمية وتنظيم مراسم تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية للمرة الرابعة على التوالي، حيث أكد عصاد أنها تمثل إنجازا جديرا بالتثمين وخطوة نيرة تعبر بوضوح عن رؤية مسؤولة تستند إلى الأبعاد التاريخية، العلمية والبيداغوجية والمعطيات الميدانية الواقعية للموروث اللغوي والثقافي الذي تزخر به بلادنا.
واعتبر المتحدّث، أن هذا المسعى يضاف إلى مختلف المكتسبات التي حققتها الجزائر في عدة مجالات، منها الثقافية والمعرفية والتربوية وهذا في سياق اهتمامات الدولة ومؤسساتها المعنية بكل ما يرمز للهوية الوطنية والمرجعية التاريخية وترجمة لنص ديباجة دستور نوفمبر 2020.
وتجسيدا لهذا المسعى، أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية على تجند المؤسسات بشكل هادئ وبخطوات ثابتة دون تسرّع وارتجال وبعقلانية ورزانة مسؤولة من أجل تكريس أحكام الدستور، لأن الأمازيغية ستبقى دوما هي عنصر تماسك اجتماعي وارث مشترك يتقاسمه كل الجزائريين، وبالتالي غرس هذه القيم النبيلة من حب الوطن والحفاظ على الموروث الثقافي الوطني في أذهان الناشئة، بهدف تقوية شعور الانتماء إلى أمة عريقة، في كنف الأمن الهوياتي اللغوي تماشيا مع سماحة الدين الحنيف الذي كان دوما يحث على تغليب كفة التعايش ونبذ كل مسببات الفرقة.
الأطلس اللساني للهجات المحلية.. بخبرة جزائرية
بخصوص مشروع إنجاز أطلس لساني للهجات المحلية بالجزائر باللغتين العربية والأمازيغية، أكد المتحدث أنه ينتظرهم عمل كبير في الميدان من أجل الكشف عن التنوع اللغوي اللساني للهجات المحلية الموجودة بالجزائر، وسينجز من طرف خبراء جزائريين وفق أرضية معطيات ميدانية، لتفادي أي لغط أو تحفظ على غرار الأطلس الذي أنجزته اليونيسكو.
بدوره قال والي العاصمة محمد عبد النور رابحي، إن احتفالية ينّاير أضفت جمالا إضافيا للبهجة المحروسة وتشكل ساحة لساكنتها وزوارها لعيش فرحة الاحتفالات عن قرب، من خلال إبراز الموروث الثقافي المادي واللامادي الثري الذي تزخر به كل ربوع الوطن، بالإضافة إلى النشاط الأكاديمي والعلمي عبر الندوات والمحاضرات التي تعرّف بعمق وأصالة الأبعاد التاريخية والثقافية للهوية الجزائرية.
وأوضح الوالي في كلمته بالمناسبة، التي تحمل معاني متجذِّرة في التقاليد الشّعبية للجزائر، بجعله موعدا ثقافيا اجتماعيا وتضامنيا بامتياز وجوهرها ارتباط السكان بأرضهم وخدمتهم لها والمحافظة عليها، فإنّ هذه الاحتفالية تندرج ضمن تكريس الثّوابت الوطنية ودعم الوحدة بمقوماتها الثلاثة: الإسلام والعروبة والأمازيغية.
واعتبر رابحي تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الرابعة، دعما للإبداع الأدبي والمعرفي بكل المتغيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة عبر التراب الوطني، وتأكيدا وتعزيزا ووفاء لأحد المكونات الأساسية للهوية الوطنية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)