الجزائر

رئيس الجمعية يدعو إلى إحصاء قصار القامة



رئيس الجمعية يدعو إلى إحصاء قصار القامة
أبدى حسين بلحاج، رئيس جمعية «قصار القامة» لولاية سيدي بلعباس، أهمية القيام بعملية إحصاء أفراد هذه الفئة على المستوى الوطني، لمعرفة عددهم الحقيقي بهدف التكفل بهم، مؤكدا أن قصار القامة أشخاص ينتمون إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ويعانون في صمت من تهميش يستدعي التفاتة لرفع الغبن عنهم، بتخصيص مرافق يساعدهم على تخطي صعاب الحياة اليومية.أكد المتحدث أن الجمعية الجهوية تحضر لإنشاء جمعية وطنية وتعميمها على مختلف ولايات الوطن، بهدف إنشاء بنك معلومات لقصار القامة، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للصحة أحصت نسبة وجود تلك الفئة في المجتمعات بشخص واحد في كل 30 ألف نسمة. وحسب هذه التقديرات، يقول المتحدث إن الجزائر تحصي حوالي 2000 فرد من قصار القامة، موضحا أن هذا العدد لابد من إعادة مطالعته للتأكد من صحته.وأشار رئيس الجمعية إلى أن إحصاء عدد هذه الفئة في المجتمع أمر ضروري، سيساعد على التكفل الأمثل بهم، فقصار القامة يعانون من مشاكل عديدة في الحياة اليومية تؤرق معيشتهم في ظل غياب تكفل حقيقي بهم.وأكد حسين بلحاج أن قصار القامة يتمتعون بذكاء كغيرهم من الأسوياء، لهم قدرات وإمكانات دفينة تبهر الفرد إذا تم تحفيزها للبروز، موضحا أن جمعية «قصار القامة» لولاية سيدي بلعباس والتي تعد الوحيدة على المستوى الوطني إلى حد الساعة، أبهرت العديدين في المحافل الدولية، بفضل ما حققه أعضاؤها الذين يحصون اليوم ما يعادل 65 قصير قامة.وحسب حسين بلحاج، فإن مشروع التكفل بألبسة قصار القامة خصص له في وقت سابق غلاف مالي لنسج تلك الألبسة من طرف غرفة الصناعة التقليدية، ويعد التفاتة جد هامة للجمعية ولأعضائها الذين طالما عانوا من التهميش والإقصاء، حيث سيسمح لهم بالاندماج في الحياة العملية ويمكنهم من إثبات ذاتهم داخل المجتمع، خاصة أن سوق الملابس الوطنية تشهد ندرة كبيرة في ملابس قصار القامة الذين يجدون صعوبات كثيرة في البحث عن ملابس تليق بهم وتلبي حاجتهم، مما يدفعهم في بعض الأحيان إلى الاستعانة بملابس الأطفال التي تكون بمقاساتهم.من جهة أخرى، أبدى المتحدث استياءه من النظرة السلبية للمجتمع تجاه هذه الفئة، الأمر الذي يجعلها تعاني الأمرين، معاناة نظرة العجز وأخرى الإقصاء والتهميش، إلى جانب صعوبات يومية أخرى كارتداء الأحذية أو صعود السلالم، ومعاناة أخرى تستدعي وجود مرافق بمساهمة هؤلاء، وفي هذا الخصوص، دعا المتحدث السلطات المعنية إلى ضرورة توظيف مرافقين مختصين، لأت ذلك سوف يساعد قصار القامة كثيرا ويفتح لهم آفاقا جديدة، إلى جانب المساهمة في الحياة العملية، كما ستعمل هذه الإستراتيجية على امتصاص البطالة واستغلال طاقة بشرية في هذا النوع من الوظائف.ويضيف رئيس الجمعية أن قصار القامة أو ما يعرف لدى المختصين ب«متلازمة لارون» يصنف في الدول المتقدمة كنوع من الإعاقة، باعتباره مرض وراثي ناتج عن خلل في مستقبلات هرمون النمو، بالتالي نقص هرمون آخر يفرزه الكبد يسمى بالمعامل الشبيه بالأنسولين المحفز للنمو، والذي يحفز نمو الخلايا، خصوصا الخلايا العظمية، مما يؤدي إلى قصر شديد في القامة. ومن أهم التعقيدات الصحية التي يصاب بها هؤلاء، يقول محدثنا: «مشاكل عظمية في مفصل الورك وكذلك تصلب مفاصل المرفق، هشاشة في العظام، نوبات متكررة بسبب نقص السكر، ناهيك عن ارتفاع نسبة السمنة لدى العديد منهم وزيادة نسبة الدهون في الدم، وهي كلها تعقيدات تتطور بالتقدم في العمر لتحدث عجزا نسبيا لدى المصاب، يمنعه من القيام بعدة أمور يومية، مما يجعل هذه الفئة غير قادرة على ممارسة أي عمل أو مهنة كانت باستثناء القلة القليلة منها، الأمر الذي يتطلب التفاتة جدية لهذه الفئة من أجل مساعدتها على الخروج من ضنك الحياة.قال رئيس الجمعية بأن إنشاء جمعية وطنية خاصة بهذه الفئة تهدف إلى خلق وساطة بين تلك الفئة والهيئات الخاصة في حماية حقوقها لتكفل أمثل بها، سعيا في سبيل الوصول إلى لفت الانتباه تجاهها ودمجها في المجتمع وترقيتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)