الجزائر

رئة خضراء وسط المدينة



صارت حديقة خميستي بوسط مدينة وهران ملاذا للعديد من العائلات التي تتوافد بكثرة على المكان بحثا عن الراحة والمرح و الاستجمام، خصوصا بعد أن استفادت الحديقة من عملية تهيئة شاملة وترميم أعاد لها رونقها وبهاءها بعد أن كانت شبه مهجورة خلال سنوات خلت.ومن أجل رصد الأجواء اتجهنا أول أمس نحو الحديقة، حيث كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء، حيث لمحنا الأمهات جالسات يستمتعن بوقتهن رفقة أطفالهن الذين كانوا يجرون هنا وهناك، فيسقطون تارة و ينهضون تارة أخرى، وآخرون يلعبون كرة القدم في آخر الساحة، في حين فضل بقية الأولاد اللعب بالدراجات الهوائية ، أما الشباب و الشابات ، ونحن نجُول في الحديقة لفتت انتباهنا مجموعة من النساء اللائي اتخذن لأنفسهم مساحة للجلوس في مكان هادئ ، كن منهمكات في تبادل أطراف الحديث يناقشن مشكلة عائلية معينة، وبالقرب منهن كانت هناك مجموعة أخرى ترتشف القهوة تحت ظل الشجرة، حيث قالت سيدة تقطن بشارع « خميستي « إنها ضربت موعدا مع إخوتها و بعض الجارات كل مرة، من أجل الالتقاء في حديقة خميستي ، حيث يجلبن معهن القهوة و الحليب، وأيضا أشهى الحلويات التقليدية، إذ يقضين ساعة أو ساعتين في الهواء النقي مستمتعات بوقتهن بين أحضان الطبيعة ، بدل تحمل حرارة المنزل الخانقة ، وفي نفس الوقت تكون فرصة لتمكين الأطفال من اللعب ..
ونحن نتجول في زوايا أخرى من الحديقة الواسعة ، لاحظنا أن هناك بعض الشبان يجلسون بشكل ثنائي أو فرادى، كل واحد على حدا ، منشغلين بهواتفهم الذكية ، حيث أكد لنا « محمد « الذي يقطن في ولاية الشلف ويعمل بوهران ، أنه يلتحق بالمكان كلما أتيحت له الفرصة للجلوس في هذه الحديقة التي تتسم بالهدوء، كما يغتنم الفرصة للتحدث مع عائلته عبر كاميرا الفايسبوك و الدردشة مع الأصدقاء، وهكذا ، فقد أجمع كل من تحدثنا إليهم على نظافة المكان و توفر الأمن و خلّوه من المظاهر غير الأخلاقية التي تشهدها بعض الحدائق ، ما جعل منه ملاذا للكثيرين من أجل كسر الروتين اليومي والاستمتاع بسويعات من الراحة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)