الجزائر

رأينا/ كذبة سبتمبر!



رأينا/ كذبة سبتمبر!
في العام 2014 لن يضطر مرضى السرطان القادمون من تمنراست، البيض، المنيعة، القالة... وغيرها من المدن الجزائرية البعيدة، لاقتراض مبلغ يصل أو يتجاوز الأجر القاعدي لشراء تذكرة والتنقل إلى العاصمة لتلقي جلسات العلاج الإشعاعي أو الكيماوي، كما أنهم لن يجدوا أنفسهم منهارين من جلسات العلاج وفي الوقت نفسه يفكرون في مأوى يمضون فيه الليل المؤرق بالألم الجسدي والروحي. لن تفكر السيدات القادمات من تلك المدن البعيدة في من سيبيت تلك الليالي رفقة أبنائهن...سوف يأتي العام 2014 ويكون علاج السرطان أشبه بعلاج الزكام، يخرج المواطن من بيته بأي "دوار" في الجزائر يستقل سيارة أجرة أو حتى النقل الجماعي، لا يهم، وعلى بعد أمتار سيجد نفسه في مركز علاج السرطان المجهز بأحدث التقنيات واليد العالمة المؤهلة، لأنه حتى الطبيب العام في ذلك الوقت سيكون قادرا على الإشراف عليه، وسيتلقى تكوينا يمكنه من العناية بمواطن "الدوار" بشكل يليق بمقامه الكريم. في العام 2014 سنقهر هذا المرض الخبيث، خصوصا ونحن نسيطر على أزمة الدواء، الذي أصبح متوفرا في صيدليات المستشفيات والصيدليات الخاصة، وهناك اتفاق مع المصالح الاجتماعية ستعفي المواطن من القلق من التهاب أسعار ذلك الدواء، حيث سيبعث ببطاقة الشفاء وحدها إلى الصيدلي فتعود ومعها كيس مسكنات الآلام الحادة، دون عناء الوقوف في طوابير مصالح الضمان الاجتماعي الطويلة والمرهقة. وربما في 2014 يدخل المواطن فيجد وزيرا أو سفيرا أو أي مسؤول كبير يعالج في المركز نفسه الذي يعالج هو به. آه 2014، ما أجمل كذبة أفريل في سبتمبر!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)