الجزائر

رأي في خطورة الفشل السياسي للسلطة؟ǃ



رأي في خطورة الفشل السياسي للسلطة؟ǃ
الفشل الحقيقي للسلطة الجزائرية التي حكمت وتحكم البلاد بعد كارثة العشرية الحمراء، ليس الفشل في بناء اقتصاد وطني يضمن العمل والاستقرار والرفاهية للشعب فقط، بل الفشل والأخطر من الفشل الاقتصادي هو الفشل السياسي.فالبلاد كانت قبل العشرية الحمراء تتوفر على أحزاب سياسية أو شبه سياسية مهيكلة ومنظمة تؤطر وتنظم الشعب الجزائري في غالبه الأعم، سواء عبر تنظيمات سياسية إسلامية (فيس وحمس ونهضة) أو تنظيمات علمانية يسارية مثل (الأفافاس والأرسيدي)، أو حتى في شكل أحزاب وطنية مثل الأفالان وامتدادته في المنظمات الجماهيرية (العمال والفلاحين).لكن بعد العشرية الحمراء ضرب الوهن كل التنظيمات السياسية بمختلف اتجاهاتها تماما مثلما ضرب الوهن السلطة ومؤسساتها.. وكان سبب هذا الوهن هو اعتماد السلطة سياسة تزوير إرادة الشعب، بإجراء انتخابات صورية كان الهدف منها إضعاف الأحزاب ولم تكن السلطة الفعلية تتصور أن إضعاف الأحزاب السياسية يؤدي بالنتيجة إلى إضعاف السلطة وإضعاف مؤسسات الدولة.اليوم لا تملك السلطة أي وسيلة ذات مصداقية لمخاطبة الشعب، لا توجد أحزاب لها مصداقية.. فالأحزاب التي تدور في تلك السلطة لا تحمل جديدا سياسيا شعبيا للسلطة، بل هي على اتصال بالسلطة طمعا في أن تزوّر لها السلطة الانتخابات كما حدث ويحدث في الانتخابات البرلمانية والبلدية وحتى الرئاسية، بل وأصبحت المشاكل الداخلية للأحزاب الدائرة في فلك السلطة عبئا على السلطة نفسها من خلال ارتباط مشاكل هذه الأحزاب الداخلية بالسلطة، (حالة الأفالان والأرندي) نموذجا لما نقول.هذه الوضعية الغريبة أصبحت فيها السلطة هي التي تجلب الأصوات بالتزوير للأحزاب وليس العكس.. حتى باتت قوات الجيش والشرطة والأسلاك النظامية والإدارة هي المنظمات الجماهيرية للأرندي والأفالان في تزوير الانتخابات.جيش التحرير الوطني الذي حوّلته سياسة بومدين من جيش مناضلين إلى جيش وطني شعبي، حافظ على انحيازه إلى قضايا الشعب طوال فترة حكم بومدين.. لكن هذا الجيش أصبح (عسكر) لا تهمه قضايا الشعب طوال فترة حكم الشاذلي، ثم تطور خطوة أخرى أبعدته أكثر عن الشعب من خلال توريطه في الصراع السياسي في التسعينيات.. وهو الآن يناضل من أجل أن لا يتحوّل إلى (باشمرڤة) كما يريد بعض الذين لا يريدون أن يكون للجيش دور إيجابي في صيانة أمن البلاد.. نعم تورط الجيش في السياسة مشكلة وانسحابه منها بعد كارثة التصحر السياسي الحالي كارثة أخرى لا تقل خطورة عن الأولى.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)