الجزائر

رأي حار رمضان... أقوال وأحوال



شهر التضامن والتآزر وموعد لجني الحسنات والقيام بالأعمال الصالحة تحول ومع الأسف الى مناسبة للإعتداءات اليومية وعوض التهجد والتعبد في رمضان أصبحنا نهتم بالمظاهر والتسابق نحو تزيين الموائد واختزلنا رمضان في الصوم عن الأكل والشرب وتجويع الجسد وتناسينا بأنه شهر الصحة والعافية «صوموا تصحّوا» صحة للجسد وسمو بالنفس وتعويدها على صعوبات العيش.أين نحن من صوم الجوارح وغض البصر؟ وأين نحن من كلمة «اللّهم إني صائم» التي كانت تذيب الخلافات وتجنب الإعتداءات وتبعدنا عن قول الفاحشة لقد أخبرني أحد الأصدقاء والعهدة على الراوي بأن ملاهي الكورنيش الوهراني حولت ليالي المجون الصيفي من الكحول والرقص العاري الى سمر رمضاني على طاولات القمار اليومية، سهرات تصرف فيها الملايين على أنغام « على جالها انقطع روحي» رمضان الشفاء من كل سقم يزداد فيه ومع الأسف (مرة أخرى) عدد المدمنين على المخدرات والأقراص المهلوسة ويتضاعف فيه عدد الباحثين على نشوة عابرة ونزوة بائسة، أما رواد صلاة التراويح من المتعاقدين مع الصلاة في شهر رمضان الفضيل فقط فإنهم سرعان ما يهجرون المساجد بعد صلاة عيد الفطر المبارك.
صور غريبة لواقع أليم نعيشه ولا ندرك عواقبه وما عسانا أن نقول ونحن نشاهد الفوضى ونسمع أقبح الكلام مع فئة من الناس لم تعرف كيف تستغل فضائل وبركات شهر العتق من النار وهل كلمة « راني صايم» هي مبرر لكل تصرفاتنا العرجاء؟ والصوم الدواء المطهر لكل أمراضنا الجسدية والنفسية أصبحنا نتهمه زورا بأنه سبب نرفزتنا وسوء تصرفاتنا وشماعة نعلق عليها كل أخطائنا المقصودة وغيرها.
تبا لزمن تغيرت فيه الأحوال والأقوال وإنحرفت فيه الأفعال عن مسارها الصحيح، زمن لم نعد نفرق فيه ما بين الجدّ والهزل وما بين رجاء المغفرة ومضاعفة الآثام وما بين التقرب الى الله وعبادة الشهوات، اللهم أهدينا الى سراطك المستقيم... آمين وصح رمضانكم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)