الجزائر

رأي ح (ا)ر وا معتصماه !



رأي ح (ا)ر وا معتصماه !
تتوالى وتتعدّد القضايا اللاخلاقية والجرائم التي تمسّ بالدين والشرف وتضرب الوطن في أعماقه ومقوّماته الأساسية ولعلّ أبرزها هذه الأيام، ما تعرّضت له الرعيتان الماليتان، اللتان كانتا ضحيّتان لعملية إغتصاب جماعي وحشي، وهما اللتان لجأتا إلى هذه المدينة بحثا عن الأمن والحماية والإستقرار، بعد أن هربتا من قهر الحال وسوء المعيشة ببلدهما بدولة مالي الجارة .
وإن كانت جريمة كهذه تعدّ إعتداءا على الشرف والمحرّمات والدين، فهي إعتداء على الوطن وسمعته، نفّده أشباه رجال ، كان يفترض فيهم الغيرة على هذا الوطن وعلى الأخلاق وحماية من إستأجرتا بمدينتهم وبرجالها، وإن دخلتا بصفة غير شرعية عبر حدودنا فمناقب المسلمين كفيلة بحمايتها وتسهيل ظروف الإقامة لهما ، وليس العكس الذي فضحه الفعل الشنيع الذي تعرضتا له وللأسف الشديد فمثل هذه الظاهرة السلبية وغيرها، تفشّت في المجتمع الجزائري، في السنوات الأخيرة بصفة رهيبة وغريبة بدليل أنّها تتقدّم العناوين والأخبار الرئيسية لمختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، حتى أصبحنا نخجل من أنفسنا ومن بعضنا البعض عندما تفرض هذه الأخبار نفسها ، فرضا في عروضنا اليومية كصحافيين وإعلاميين.
أصبحنا نهاب من القضايا والحوادث التي تتناول أخبار الاعتداء على الأصول وزنى المحارم، القتل العمدي والإنتقام الوحشي والمتاجرة في المخدّرات وإستهلاكها ووأد البراءة وإجهاض الأجنة في الأرحام، وكلّها صفات مذمومة وأعمال قبيحة نخرت مجتمعنا في عموده الفقري الذي يعتمد عليه في الإعتلاء والوجاهة والخلاص.
الجزائري هذه الأيام قرّر تصويب مقلتيه على فلذّات كبده، يراقبهم حيثما حلّوا وإرتحلوا، يوصلهم إلى المدرسة ويستعيدهم إلى البيت، ويغلق الباب بالمفتاح جيّدا ويوصي أبناءه بأن لا يفتحوه لأيّ طارق مهما كان من الأقارب لأن الطفلة شيماء ذهبت ضحية فتح الباب، ويهاب هذا الجزائري أن يرافقه إبنه إلى السوق، لأن الطفل ياسر دبحه أحدهم أمام أعين الجميع ، وهرول هاربا وقُيّدت الحادثة ضد مجهول إلى يومنا هذا ولا داعي لسرد بعض الوقائع والقصص المريرة كالتي حدثت للبريئة سندس خوفا من تفسيرات المتشائمين
ما أحوجنا إلى المعتصم الذي لم تعرف جنونه النوم إلاّ بعدما أنقذ المرأة التي كانت تزوره كلّ ليلة وهي تصرخ «وامعتصماه» وما أكثر بكاء على رائعة أمير الشعراء «إنّما الأمم الأخلاق فإن هم «ذهبت أخلاقهم ذهبوا».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)