الجزائر

رأي ح (ا)ر: الفرحة الموؤودة



رأي ح (ا)ر: الفرحة الموؤودة
لا يختلف إثنان في أنّ فرحة الجزائريين بفريقهم الوطني وُئِدَت هذه المرّة وهي في المهد، حدث ذلك والعارفين بخبايا الكرة المستديرة وبإمكانيات الفرق الإفريقية، يُرَشِّحون الفريق الوطني الجزائري لبلوغ تصفيات ومراتب متقدمة من ال «كان» الذي تجري فعالياته بعاصمة الذهب بجنوب إفريقيا.
واختلفت الآراء، بين مؤيّد للفريق والناخب الوطني، البوسني وحيد حاليلوزيتش، وبين منتقد، إنتقاد وسط، وإنتقاد لاذع، المؤيّدون يرون أنّ المدرّب وُفِّقَ في تكوين فريق شاب، قد يصل الى الأهداف المسطرة في دورات لاحقة، وأما المنتقدون، فيرفضون جملة وتفصيلا ما معنى أن تصرف أموالا طائلة على فريق وطني لتُجْهَضَ فرحة الملايين من الجزائريين، في وقت هم في أمسّ الحاجة لأن يفرحوا فيه.
النتيجة السلبية التي بلغها المنتخب الوطني بستراسبورغ، التي خيّبت آمالنا، وآمال الكثير من العرب، كانت محور العديد من المناظرات والتحليلات والتراشق بالكلام بقنوات وطنية وعربية وأجنبية، وصلت حَدّ المقارنة بين إنجازات الفريق الوطني في عهد المدّرب الوطني السابق رابح سعدان والمدرّب الحالي وحيد حاليلوزيتش الذي أعاب عليه أهل الرأي والخبرة تخلّيه عن عدد من الوجوه التي صنعت فرحة الجزائريين في تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا 2010، بدون أسباب مقنعة وبدون بدائل في المستوى.
وحتى لا نكون مجحفين في حقّ الناخب الوطني رابح سعدان، يشهد التاريخ أنّ الرّجل أوصل الجزائريين ثلاث مرّات الى كأس العالم، وبلغنا بفضله نصف النهائي في «كان» 2010، وفي كل إنتصار كان الجزائريون يخرجون الى الشوارع، وكلّهم نشوة، يحملون الأعلام الوطنية ويهتفون بحياة الجزائر، وكانت الأفراح بمثابة ردّ فعل يُعَبِّر عن وطنية الجزائريين التي لا تشوبها شائبة.
لكن زغاريد الفرحة والهتاف بحياة الجزائر، واللون الأخضر والأبيض والأحمر، غاب عن شوارعنا وجمهورنا، في عهد البوسني وحيد حاليلوزيتش، وحتّى لا يقال أنّني ضدّ هذا الأخير أقولها بصراحة، أنا مع المدرب الجزائري، لقناعتي أنّ الوطنية هي الهدف الأول في شباك الخصم، والمدرّب الأجنبي لا ولن يحمل هذه المشاهر في قلبه وإن كان يحمل الإخلاص كلّه والنيّة في تحقيق الفوز وكم من مدرّب أجنبي حاز فريقه على ألقاب عالمية وقارية، ثمّ إنّ الجزائر تحظى بكوادر في كرة القدم صنعت أمجاد فرق أخرى أجنبية سواء كلاعبين، هم الآن خبراء ومحللون بقنوات عالمية، أو مدربين ارتقوا الى مصاف الكبار.
وأمام حاليلوزيتش اليوم، الذي إعتذر للجزائريين، واعتبر نفسه المسؤول الأول عن خروج الخضر مبكرا وبنقطة يتيمة من «كان» 2013، أن يستدرك كل ما قيل وما سيقال بتحقيق التأهل الى كأس العالم 2014، أمّا غير ذلك فلن يغتفر لمسؤولي الرياضة بالجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)