الجزائر

رأي ح (أ) ر: كارثية الأمطار



رأي ح (أ) ر: كارثية الأمطار
الأخبار التي أنبأنا بها مراسلونا عبر الولايات عن تأثيرات ومخلفات الأمطار التي تساقطت صباح يوم الاثنين بعدد من الولايات بالغرب الجزائري ،وإن كانت مؤلمة وقاسية ،أغلقت الطرقات وأغرقت المارة وتسببت في خسائر مادية وبشرية ،فهي لم تكشف إلاّ عيوبا أراد المسئولون سترها بعمليات الترقيع وسياسة البريكولاج، كثيرا ما نبَّهْنا إليها وكتبنا عنها في مقالاتنا وأخبارنا ،وكثيرا أيضا ما أجابنا هؤلاء المسئولين بأنّهم سخّروا كافة الإمكانيات ورصدوا أغلفة مالية كبيرة من أجل تهيئة الطرقات والأرصفة وتنظيف البالوعات المسدودة وحماية التربة من الانجراف ..إلاّ أنّ الحال يتحوّل من سيّئ إلى أسوأ مع أولى زخّات المطر، فتغمر المدينة الأوحال وتعمّها السيول والفيضانات..أما بالمد اشر والقرى والدروب الوعرة والحواشي المظلمة فالكارثة أفظع والمصيبة أكبر وما أكثرها هذه الزوايا ببلدي ..أمطار الاثنين أحدثت الاستثناء ذلك أنّها تسببت في شلّ حركة المرور لساعات طويلة ،رغم أنّها تساقطت لمدة نصف ساعة فقط كانت كافية لانهيار المئات من المنازل والشقق بمختلف الولايات والبلديات وأسفرت عن تسجيل عدد من الضحايا وجرفت جبالا من الاحجار والأتربة عطّلت الكثير من النشاطات والخدمات بأهم عواصم المدن وأهمّها مدينة وهران التي لم تصدّق سلطاتها أنّ المدينة كادت تغرق وتختفي عن الأنظار لولا التحسّن الذي طرأ على الأحوال الجوية بمشيئة من الله سبحانه وتعالى ..
وعلى ذكر وهران هذه المدينة المسكينة التي أطنب ويطنب مسئولوها في وصفها بالقطب المترو بولي وبالمدينة المتوسطية ،نجدها تسقط عن القاعدة وتكشف عن قناعها مع أولى قطرات المطر،ولايمكن وصف هول المناظر والحوادث والمصائب التي تتسبب فيها حتّى بالأحياء والأماكن الأكثر رقيّا وتهيئة ،ومنها على سبيل المثال لا الحصر تلك السيول الجارفة الي بدأت في النزول من أمام قصر الاتفاقيات بحي العقيد لطفي إلى ملتقى الطرق بالصديقة ، إلى ملتقى الطرق الموجود بالقرب من نزل الشيراطون ومن تمّ إلى عدد من الأنهج والشوارع المهمّة ...ومن حسن حظّنا انّ الدورة ال22 للندوة الاقليمية الافريقية للأنتربول كانت مبرمجة بقصر المرديان في اليوم الموالي وإلاّ كانت الكارثة ب "جلاجل" ..
إنّ قطرات المطر المتساقطة أوّل أمس على مدننا ،وكأنّي بها قامت بدور المنبّه لا غير،لعلّ مسؤولينا يتفطنون للوضع وتنظف مصالحهم البالوعات المسدودة على الأقل لتفادى ما لا يحمد عقباه وهو ما لا يكلّف كثيرا ,..أماّ المنازل الآيلة للانهيار والتى أخذت تتهاوى قبل حلول فصل الشتاء ،فلها أميار وولاّة يحمونها ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)