الجزائر

رأي ح (أ) ر: الشهادة والوظيفة



رأي ح (أ) ر: الشهادة والوظيفة
في زمن ليس بالبعيد كانت للشهادة المتحصل عليها أهمية كبرى ودور أساسي في تحديد شخصية صاحبها وقدراته العملية والعلمية أما اليوم تغيرت الأمور وأصبحنا نشاهد قوافلا من حملة الشهادات العليا لا يقدر أغلبهم على كتابة طلبات توظيف نموذجية وأكثر هم لا يقوى حتى على إنجاز ما يطلب منه في عمله من تقارير إدارية أما في الميدان الإعلامي فحدث ولا حرج فالتاء المفتوحة في مكان المربوطة والنصب والكسري يرفعان بمقدارأما عن الأسلوب فحدث ولاحرج صور عديدة ومواقف طريفةلأصحاب مختلف الدبلومات الحديثة منها أحد الشباب إستوقفني في مركز البريد وطلب مني مساعدته في إملاء وثيقة فتح حساب جاري وكما سألته عن مستواه التعليمي أخبرني بأنه متحصل على شهادة الليسانس في الإقتصاد وأخرى مجموعة من الأطباء في مدينة داخلية ورأيتهم يتهربون من التواصل مع وفد طبي فرنسي في زيارة تعارف وتعاون للمستشفى بسبب عدم مقدرتهم على التحدث إليهم باللغة الأجنبية وكيف لدكتور درس الطب بالفرنسية ويكتب وصفاته بها لا يقوى على قول عبارات الترحيب بضيوفه؟! واقعة أخرى أخبرني عنها مسؤول سابق وإطار بالجماعات المحلية حينما رأيته يصحح المراسلات الإدارية بنفسه ويعيدها لراقنها وهو رئيس مكتب بالولاية خريج جامعاتنا ومتحصل على شهادة الليسانس في الترجمة وأكدلي بأنه جرب طريقة الإملاء ورغم ذلك وجد الأخطاء الكثيرة وأنه أضطر للاستعانه بعدد من قدامى الموظفين محدودي المستوى التعليمي لكنهم يمتلكون من الخبرة الإدارية ما يؤهلهم لأن يكونوا رؤساء مصالح لكن القانون لا يسمح إلا لأصحاب الدبلومات حتى ولوكان فارغة المحتوى... خريجوا جامعاتنا من أبناء الجيل الحالي يبحثون على الدبلوم من أجل التوظيف لاغير لايهتمون بالمعرفة وإن سألت أحدهم هل تدرس من أجل الشهادة أم المعرفة؟ فالرد سيكون حتما من أجل وثيقة تمكنني من الفوز بمنصب شغل قار.
لقد أصبحت معظم جامعاتنا ومع الأسف تخرج جيل من حملة الشهادات الإتكالية وهم السواء الأعظم في إدارتنا ومؤسساتنا المختلفة ومع إحالة عدد معتبر سنويا من قدامى الموظفين المواظبين والمتمكنين على التقاعد الإجباري نجد أنفسنا أمام ظاهرة خطيرة إسمها إنحدار المستوى في أغلب إداراتنا فالتسيب واللامبالاة والعجز في تقديم الخدمات سلوك يومي نشاهده لا نقوى على ردعه.
شبابنا لا يجتهد في تكوين نفسه بالإطلاع والمطالعة المستمرة في عصر سهولة المعلومات والتعلم شخصيا كنت أدرس بالشعبة العلمية وباللغة الأجنبية إلا أنني وجدت في أساتذتي من جعلني أطالع بشغف دواوين المتنبي وأبو تمام وقصص أغا كريشي والبؤساء وروايات نجيب محفوظ وطه حسين وغيرهم فإجتمعت عندنا المفاهيم الرياضية والقوانين الفيزيائية بأدبيات الشعر والنثر وكانت إضافة إيجابية في ثراء تكويننا المعرفي وتحصيلنا العلمي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)