الجزائر

رأس بلاتير في المزاد؟!


رأس بلاتير في المزاد؟!
هل هو ربيع الفيفا، هذا الذي هز سويسرا والعالم أمس؟! أم أن للأمر علاقة بانتخابات غد التي يعتزم بلاتير الفوز بها للمرة الخامسة، على طريقة الزعماء العرب.مهما كانت الإجابة عن هذا السؤال إلا أن هذ الإجراء تأخر كثيرا في هذه المنظمة التي صارت أقوى من الدول ومن الأمم المتحدة نفسها. فلم يسبق لكرة القدم، لعبة الفقراء والمساكين، أن منعت على فقراء العالم مثلما حدث في عهد بلاتير ورجاله. هؤلاء الذين تم إيقافهم أمس، من قبل العدالة السويسرية، بطلب من العدالة الأمريكية.هل كان أحد قادرا على تحريك دعوى ضد الرجل القوي بلاتير ورجاله، لو لم يأت ذلك من أمريكا، ولو لم تنتقد إسرائيل المنظمة؟! فمن سنوات والإعلام الرياضي الفرنسي والبريطاني يحارب المنظمة ويكشف تورطها في الفساد بالأدلة والبراهين، لكن لا أحد تحرك ووضع حدا لهذه الإمبراطورية التي لا تعترف بالقوانين.كانت المعركة تدور حول فضيحة منح قطر تنظيم كأس العالم 2022، ونشرت ملفات الفساد والرشاوى التي تلقاها رجال الفيفا لمنح التنظيم لقطر، ومع ذلك أصر بلاتير وتمادى في منطقه، وبدل إلغاء تنظيم قطر للدورة، غير على غير العادة توقيت تنظيمها من الصيف إلى الشتاء نزولا عند رغبة الدوحة، بعد احتجاجات عدم ملاءمة الظروف المناخية لهذا البلد لتنظيم كأس العالم.لا أدري إن كان اختيار التوقيت هذا اعتباطيا، أم أن له علاقة بانتخابات، وهل أصدقاء قطر الأمريكيون يستهدفون بهذا الإجراء الإمارة ويرفضون لها أن تنظم التظاهرة، أم فقط رأس بلاتير هو المطلوب. ومثلما دعمت أمريكا الانقلابات في بلدان الربيع العربي، فإنها تقف اليوم وراء الانقلاب في دولة الفيفا هذه!في قراءة لآثار الاعتقالات في البورصات العالمية، والخسائر التي منيت بها بورصة قطر، والتي قدرت أمس بالملايير، فإن قطر ونصيبها من تنظيم الكأس هو المستهدف، فلولا ملايين الدولارات والرشاوى التي دفعتها الإمارة إلى رجال الفيفا، ما كانت لتفوز بتنظيم الدورة، وبالتالي فالمستهدف الأول من التحقيقات، إلى جانب كأس 2018 التي فازت بها روسيا، فإن كأس قطر ستفصح عن الفضائح والرشاوى والتي سبق للإعلام الغربي كشفها.للأمانة ليست قطر وحدها من دفعت وتدفع الرشاوى ل”فيفا” بلاتير. ثم في ماذا تختلف الفيفا عن الطبقة السياسية الفرنسية، التي كشف الإعلام الفرنسي مدى تورطها في فضائح الرشاوى من قطر؟!فلو لم تكن قطر دولة عربية، هل كانت تثير هذه الزوبعة وكل هذه الحملة الاعلامية الغربية على دورة تفوز بها لأول مرة دولة عربية؟!لا أبارك هذه الاستفاقة المتأخرة من العدالة السويسرية، ومن المجتمع الدولي ككل، فقد حان الأوان لكبح جماح جشع الفيفا، وكيف حولت كرة القدم إلى تجارة يستفيد منها رجالها وحدهم، بينما يبقى معين هذه اللعبة في شوارع الفقراء والمحرومين.إنشتاين قال إنه لما تتحول الثقافة إلى تجارة، اقرأ على الثقافة السلام، ولنقرأ على هذه اللعبة الشعبية السلام أيضا منذ أن تولاها لصوص بحجم ديكتاتوريات؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)