الجزائر

ذوو الاحتياجات الخاصة يطالبون بمساعدتهم للحفاظ على عش الزوجية



ذوو الاحتياجات الخاصة يطالبون بمساعدتهم للحفاظ على عش الزوجية
يسمح الاقتراب من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة باكتشاف أسرار وخبايا كثيرة يعيشها هؤلاء في عالمهم، حيث بالإمكان الاطلاع على معاناة كثيرة يخفونها لا يمكن الإحساس بها إلا في حالة الاحتكاك بهذه الفئة التي تعاني في صمت.ومن بين المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ذلك المشكل المتعلق بالزواج، حيث يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد شريك الحياة، وإن وُجد فعائلة الزوجة ترى تلك العلاقة من زاوية أخرى وترفضها في غالب الأحيان. وبشهادة المعنيين كانت في عديد الحالات وراء تطليق الزوجات من هؤلاء بحجة استحالة نجاح الاقتران أو حرمان الزوجة من الأطفال.هذا الوضع عايشه ”ق. أيوب”، 35 سنة، الذي يقطن بمنطقة ڤرواو بالبليدة، إذ كانت له تجربة أولى مع الزواج، لكن العلاقة لم تدم سوى مدة قصيرة بسبب تدخل أولياء الفتاة في حياتهما الشخصية، قبل أن ترضخ الزوجة للضغوطات العائلية وتقرر الطلاق.يقول أيوب إن ”المعاق له عالم خاص به والقليل من اللائي يتقبلن هذا الوضع، وترضين الارتباط بشخص معاق تنظرن إلى الموضوع كتضحية من جانبهن كونهن ستبقين في خدمته يوميا وطوال ما تبقى من حياتهما”، ثم يواصل ”كما أنها لا تضمن أنها ستنجب منه أولادا، وبالتالي هي تضحية ثانية ومؤلمة بالنسبة لكل فتاة”. وبالنسبة لأيوب ”فإن ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون في صمت رهيب، فالخطوة الأولى المتمثلة في الاتصال والتواصل مع فتاة، هي في حد ذاتها تحد صعب جدا، كون المعاق لا يعرف رد فعل الفتاة تجاهه عندما تعرف أنه معاق وينوي الارتباط بها”. وروى أن زوجته الأولى اضطر للانفصال عنها بسبب ضغط عائلتها التي رفضت بقاءها إلى جانبه بسبب عدم الإنجاب، حيث قامت بكل الوسائل لفصلها عنه، وهو تصرف غير لائق، يقول أيوب.ولم يخف المتحدث أنه قبل الارتباط بزوجته الأولى تم الاتفاق على كل الأشياء ووافقت على أن تطلب الفتاة رأي عائلتها، لكن الأمور تغيرت بعد السنة الأولى من الزواج، وراحت تمارس عليها ضغوطا انتهت بطلب الطلاق، فكان لها ما أرادت رغم أنها قبلت في البداية واحترمت اختيار البنت.وكشف أيوب أن ”أصل المشكلة هي العائلة التي طلبت من ابنتها ضرورة الإسراع في الانجاب، ولما تعذر ذلك وقتها لجأت إلى خطتها التي نفذتها بإحكام وانتهت بفسخ الزواج، بعد أن تحولت المحكمة إلى مكان لقائهما بعد أن كانا تحت سقف واحد”.ويشير أيوب إلى أن العديد من حالات الطلاق للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تتسبب فيها عائلات الفتيات اللائي يرضخن لضغوطات الوالدين وافراد العائلة على حد سواء، وتبدأ بمجرد الاقتران وعدم الانجاب، فتكون رحلة شاقة ومتعبة للزوجين قبل أن تقرر الفتاة الاستسلام للعائلة.وهو ما حدث كذلك مع الشاب عبد القادر من الشلف، في الثلاثينيات من عمره، الذي ارتبط هو الآخر بفتاة وتزوجها لكنه وجد نفسه في أروقة المحاكم بعد سنة واحدة فقط من دخول عش الزوجية. وقال عبد القادر إن والدتها طلقتها منه بعد إصرارها الشديد على وضع حد لذلك الزواج واعدة إياها بشاب آخر أحسن ”لأننا لم ننجب أطفالا”. وبالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن هؤلاء يفضلون الزواج من النساء المطلقات، لاسيما اللائي لديهن أطفال، كونهن لا يمكن لهن أن يطالبن بضرورة الإسراع في الإنجاب مادام لديهن أولاد. وقال أيوب إن زواجه الثاني من امرأة مطلقة وأم لبنت كان أريح بكثير من الزواج الأول، وهو يتعامل مع ابنتها كابنته ويناديها ابنتي، وهو نفس الشعور التي تبادله تلك الفتاة. وطالب أيوب بضرورة إيجاد حلول للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل نجاح زواجهم على غرار تسهيل التلقيح الاصطناعي، كون رغبة الزوجة في الأبناء هو العامل الرئيسي في طلب الطلاق أو الرضوخ لضغوطات العائلة. كما طالب المتحدث بضرورة عدم تدخل العائلات في حياة بناتهن المتزوجات من ”معاقين” والبقاء بعيدا عن هذه العلاقة حتى لا تتسبب في تحطيمها، كون الجميع معرض للإعاقة، كما قال ”هناك أشخاص تزوجوا ولكن بعد الزواج أصيبوا بإعاقة، وهي تقريبا نفس الحالة التي يتواجد فيها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)