الجزائر

ذكريات لا تنسى مع الأسير "كمال ابو وعر"


مواقف مع أخي وصديقي ورفيق سجن عسقلان الأخ القائد البطل قائد كتائب شهداء الأقصى في الشمال إبن بلدة قباطية وأبن فلسطين البار رجل بألف رجل،كنت في سجن عسقلان مكلفاً بمهمة "شاويش" بقسم ثلاث مع الهيئه التنظيمية لحركة فتح داخ السجن بقيادة الأخ القائد ناصر ابو حميد، أتى مدير السجن فقال لناصر أن هناك أسير قادم من نفحه إلى سجن عسقلان أسمه "كمال أبو وعر ،ففرح ناصر بأنه قادم الينا للعيش معنا فسألته من هذا الأسير قال لي ألا تعرف ابو وعر ؟!إنه الفدائي الذي قاوم في جميع المحافظات من رام الله إلى جنين وقتل خمسة من جنود الاحتلال فأعجبت بكمال إلى أن اتى،فعندما دخل ألينا الى القسم شعرت بانه ملاك وليس إنسانعشنا معاً في نفس الغرفة ( رقم 14 قسم 3 سجن عسقلان) رأيت فيه رجلاً بألف رجل بأخلاقه وتعامله كان يرفض العنصرية للبلدة ويقول نحن أبناء فلسطين كل فلسطين لن يُقَسِمنا الاحتلال ولا الجغرافيا ولا الفصيل
كان يصوم في كل أسبوع يومي الاثنين والخميس ويقيم الصلاة بأوقاتها ويقيم الليل يومياً ،كان كلامه دائما عن فلسطين وعن الوحدة الوطنية وكان يقول لي إذا روحت ونفاني المحتل ع غزه بتلقانى هاجم ع الاحتلال بدبابة وإذا روحوني ع قباطية بشتري رشاش وبنزل أقاوم من جديد ،أنا يا عامر راتبي مقسمه 3 أقسام: قسم لمصروفي بالسجن وقسم لأهلي وقسم لأختي لأنه وضعها صعب،وحكيت لأهلي توفروليش مصاري بالبنك ،خلولي فقط ثمن البارودة والباقي أصرفوه ع حالكم ،وفي يوم من الأيام اعتقل شابين من بلدة قلنسوة بالداخل المحتل فأتوا الينا بلباس وثقافة تختلف عنا فإذا بابو وعر يتقرب من الشباب ويغير من لباسهم ومن فكرهم وجعلهم يصلون ويصومون وكان كل يوم يجلس معهم جلسات وطنية تنظيمية أخلاقيه دينية ،وفي يوم سمعهم يستمعون للأغاني العبرية على سي دي فقام بكسر السي دي وقال لهم أذهبوا إلى الكنتينه واختاروا أي سي دي عربي ،لا تسمعوا لغة عدوكم ولا تتكلموا معهم إلا عند الحاجة، وفي يوم من الأيام أتانا شاب من بلدة قباطية وقام بالشجار مع شباب من مخيم الأمعري وقال لهم متوعداً أنا إبن قباطية ورح أجيب شباب الشمال نعمل مشكله فإذا بكمال يغضب ويقوم بتوبيخ ذلك الشاب قال له إذا سمعتك تتكلم بهذا الشكل سوف أكون ضدك كلنا أبناء فلسطين وقال لهم نحن يجب أن نكون يداً واحدة لنقاوم هذا الاحتلال وأنهى الإشكال بينهم وأصلحهم معاً،وفي يوم آخر اكتشفنا جاسوسا داخل الغرفة من منطقة بيت حنينا قلت لأبو وعر هناك شخص يدخل الى الحمام ويوسخ داخل الدوش ويضع البراز على ليفة الجلي ،وبعد عدة أيام قام بتسليم أحد الهواتف المهربة داخل غرفتنا لإدارة السجن ، فقال لي ابو وعر بمن تشك قلت له بهذا كان يعمل نفسه أنه إنسان على البركة، فقام كمال ابو وعر بعمل ثقب صغير في باب الحمام وقال لي هذه مهمتك للمراقبة فكنت أراقب الحمام من هذا الثقب حتى اكتشفنا أن هذا الشاب هو من يقوم بعمل هذا التخريب وقمنا بتنزيله زاوية وأعترف لكمال كيف تم إإسقاطه فإذا بكمال يبدأٔ بإعطائه دروس في الوطنية قلت له يا كمال دعنا نخلص عليه قال لي أهدأ هذا الشاب ضحية لهذا الاحتلال وفترته في العماله صغيره اصبر عليه علنا نجعل منه شخصاً وطنياً مدافعاً ويرتد عن ما هو عليه،فإذا بالعدد اليومي إلى السجن قادم الى غرفتنا وقام الشاب بالهروب مع السجانين فقام كمال بضربه بقوه وهو بين قوة العدد التابعة للاحتلال فحكم على كمال أأسبوعا داخل الزنازين، ويوما من الأيام أتصل على الهاتف المهرب داخل الأسر شخصا يعرف كمال جيداً يريد الحديث معه وهو شخصاً مهم ذو منصب ومعروف لدى الجميع ناديت ع كمال قلتله فلان يريد التحدث اليك قال أبلغه على لساني أني لا أريد التحدث إليه وأفصل خط الهاتف بوجهه، ففعلت. قلت له ليش هيك خليتني أحكي للرجل هكذا؟ حكالي هذا الشخص كنت أقاوم أنا وهو ولكن بعد اعتقالنا رمى البندقية وأغرته المناصب ولبس البذلة الرسمية ونسي ما كنا نقاوم من أجله ،كان كمال لا يمكث في أي سجن سوى ثلاثة أشهر بسبب إدارة الاحتلال من تنقلات لأنه في كل سجن يدخل إليه يعطي دورات بالوطنية والأخلاق والدين والوحدة ويعبئ الشباب على الأخلاق الحميدة وعلى مقاومة الاحتلال. كمال ابو وعر يعشقه كافة الأسرى وكافة الفصائل ابو وعر تعشقه فلسطين وترابها،كان كلامه الدائم أنه يتمنى في كل يوم الشهادة كانت أمنيته أن يستشهد وهو يقاوم بخارج السجن ولما أسر لم يتوقف عن المقاومة في كافة أأشكالها،وفي تلك الفترة كانت أول فتره يمكث فيها بسجن واحد طويلاً عاش معنا سته شهور كانت من أجمل أيام سجني فقد هَوَّن علي وعلى الأسرى وهون علينا السجن وجعله مدرسة للتعليم، وبعد ستة شهور جاء خبر نقله إلى سجن جلبوع كانت تلك الليلة أسوأ أيام سجني وحزنت حزناً شديداً كأنني فقدت والدي من جديد،قال لي يا عامر : لا تحزن سنلتقي مجدداً داخل الأسر أو خارجه وأو بالجنة ،ولكن عاهدني عهداً لا تخونه طيلة مسيرتك في الحياة قلت له ماذا تريدني أن أعدك يا ابو وعر قال لي عدني أن تبقى وفياً لدماء الشهداء وأن تبقى مدافعاً شرساً عن فلسطين وعن جميع الثوابت وحقوق شعبنا وأن تنصر المظلوم ،قلت له أعدك يا كمال بدماء الشهداء وبكل معاناة الشعب الفلسطيني أن أبقى محافظاً على العهد ولن أخون وسأبقى مدافعاً بكل ما أوتيت من قوة ومن إمكانيات عن شعبنا ووطننا فلسطين الحبيبة
هذا جزء بسيط من الإحداث والأخلاق والصفات الموجودة في الأسير الإنسان القائد كمال ابو وعر ،أخوك المحب لك ولجميع الشرفاء.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)