الجزائر

ذكرى 28 أكتوبر محطات في الذاكرة



ذكرى 28 أكتوبر محطات في الذاكرة
لا يمكن الحديث عن الإذاعة و التلفزيون الجزائري بدون ذكر تاريخ 28 أكتوبر 1962، هذا التاريخ الذي غير من السياسة الإعلامية المتبعة في الجزائر و منحها مصداقيتها و حريتها، بحيث تخلصت من الاستعمار الإعلامي الذي أوجده المستعمر من اجل ترسيخ الثقافة الأوروبية بما يتماشى و اهتمامات المستوطنين الثقافية و الإيديولوجية و الاستعمارية
و ظلت الهيمنة الاستعمارية على الإذاعة و التلفزيون من طرف الاستعمار، لاسيما بعد مفاوضات ايفيان التي عملت على محاولة بقائها مع بعض المؤسسات الإستراتيجية في البلاد، و لان الجزائر آمنت أن أي استقلال يعتبر منقوصا إذ لم يعزز باسترداد جهاز الإذاعة و التلفزيون فقد قررت مواجهة جميع التحديات حيث قامت مجموعة من الإطارات و التقنين و العمال في 28 أكتوبر 1962 بتحقيق سير المؤسسة في الوقت الذي كان فيه المستعمر يظن أن ذهابه المتسرع سيتسبب في عرقلة هذا الجهاز.
و بدأت هذه المعجزة فبل رحيل الفرنسيين عن المؤسسة، بأيام حيث حضر إلى مبنى الإذاعة و التلفزيون ضابط من جيش التحرير الوطني ليخبر المدير الفرنسي الذي يتلقى أوامره من باريس بنبأ تعينيه كمكلف بمتابعة و مراقبة نشرة الأخبار، لكن المدير الفرنسي لم يرضى أبدا بهذا القرار و هدد بانسحابه رفقة جميع العاملين بالمؤسسة اعتقادا منه أن الأمور ستتوقف لكن الضابط رد عليه بشجاعة قائلا " اذهبوا إلى حيث شئتم ".
و هكذا بدا النزاع و تقرر عقد لقاء ثنائي بين مندوب جزائري و مدير ديوان الإذاعة و التلفزيون الفرنسي بباريس، لكن هذا اللقاء لم يتم أبدا لان المفاوض الفرنسي جاء إلى القاعة محملا بملف ضخم بينما دخل الجزائري متأبطا وريقات جمعها من هنا و هناك فبادر الفرنسي مستهزئا " انظر وراءك ربما تكون قد ضيعت بعض أوراقك " فلم يتقبل مبعوث الجزائر هذه الاهانة و عاد ليخبر المسئولين أن المفاوضات مع فرنسا حول موضوع الإذاعة و التلفزيون أصبحت مستحيلة هنا صدر قرار على مستويات عليا لاسترجاع الإذاعة و التلفزيون فحضر فريق من الجيش الوطني الشعبي ليحتل الموقع و ينزع العلم الفرنسي و يستبدله بالعلم الجزائري، و هكذا انسحبوا الفرنسيين تاركين وراءهم العتاد على حاله و كلهم اقتناع بفكرة توقف الإرسال في اليوم التالي لكن هذا لم يحدث أبدا و استطاع الجزائريون بفضل الإرادة أن يلتحموا حول قضية واحدة هي الإصرار على كسب الرهان و هكذا تكونت مجموعة من 21 تقنيا منهم 19 مكونين في الجيش الوطني و بفضل هؤلاء كانت المفاجأة كبيرة باستئناف الإرسال الذي أكد على السيادة الكاملة للجزائر و لاستقلالها الثاني.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)