الجزائر

دور قطري ووساطة سعودية


تشير كافة المؤشرات إلى قوة العلاقة بين الجزائر والدوحة. والدليل على هذا الرأي، ما شاهده الجزائريون، يوم الثلاثاء، بأعينهم وسمعوه بآذانهم على شاشات التلفزيون وعلى أعمدة الصحف. من كان يتوقع أن يقف الرئيس بوتفليقة إلى جانب مصطفى عبد الجليل أحد رؤوس النظام الليبي الجديد الذي لم يتوقف يوما عن كيل الجزائر وشعبها الاتهامات بالتورط في دعم الراحل معمر القذافي.. لكن لماذا الاستغراب، ما دامت قطر هي التي آوت الثورة الليبية وقدمت الدعم لقياداتها، وهي التي ترسم ملامح المستقبل لجارتنا الشرقية الكبيرة. لقد تنامى دور قطر في المنطقة العربية بوتيرة لافتة للانتباه، حتى أنها صارت لا تفارق ألسنة المحللين وأقلام كتاب الأعمدة الصحفية في الغرب والشرق. ما سر قوة قطر؟ الجواب يكمن في ملاءتها المالية، ورغبتها في تبوأ مكانة أكبر من مساحتها، على اعتبار أن القوة ليست في ضخامة الجثة وإنما في علو الهمة. وعندما يصرح الناطق باسم ''دبلوماسية الظل'' نافيا وجود وساطة قطرية بين الجزائر وحكام ليبيا الجدد، فإن هذا الكلام لا يجد أساسا له في الواقع.. لقد سبق لرئيس وزراء قطر وهو يزور الجزائر، قبل أسابيع، أن أكد أن بلاده مستعدة للعب أي دور بين الطرفين، وها هي نتيجة هذا الدور تظهر للعيان في الدوحة وفي ظرف زمني قياسي. سؤال إلى الناطق باسم وزارة الخارجية، بماذا ستجيب عندما تعلن السعودية عن نجاح وساطتها التي تجري في الظل، لرأب الصدع بين الجزائر والمغرب.. لا شك أن الجواب لن يخرج عن إطار النفي والتكذيب الذي تعودنا عليه منذ أن صار عندنا ناطق رسمي يخاطبنا عبر الفايسبوك! الذي استغلته شعوب في إسقاط زعماء، ونستعمله نحن في نفي الأخبار وتكذيبها، ثم نؤكد صحتها بعد يومين من نشرها، مثلما حدث مع الأشقاء الليبيين على مر الشهور الماضية.. الرجاء يا حكامنا الأفاضل خاطبونا على قدر عقولنا، لأن الأمور ''تخلطت علينا'' وأصبحنا لا نطيق.     jalal.bouati@gmail.com
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)