يعتبر علم التاريخ ذلك الفرع من المعرفة الإنسانية الذي يستهدف استقراء أحداث الماضي وتحقيقها وتسجيلها محاولا إبراز الترابط بينها وتوضيح العلاقات القائمة بينها،فكان بذلك الذاكرة القومية للفرد والمجتمع على حد سواء،ولن تتأسس هذه القيمة إلا بما تقدمه فلسفة التاريخ من قراءة كلية واعية تستنبط المعنى من جملة الأحداث التاريخية الجزئية لتؤكد دور الوعي التاريخي في تكريس ثوابت المجتمع وأسس وجوده وتفتح الطريق أمامه لاستشراف المستقبل وتحقيق التقدم والرقي.
ونظرا لهذه الأهمية لم يغفل مؤرخو الجزائر تأكيد دور الوعي التاريخي في تشييد المقاومة الثقافية الى جانب المقاومة العسكرية والمسلحة وتكريس مرتكزات شخصية المجتمع الجزائري ومقوماته،ومن بين هؤلاء شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله(1930-2013) الذي مافتئ يردد في كتاباته وأبحاثه ضرورة فهم تاريخ الجزائر وأخذ العبر منه ،وهذا لن يتم في نظره إلا بالوعي التاريخي،ولمعالجة هذا هذه القضية الفكرية جاءت هذه الورقة البحثية لتتوغل في أعماق فلسفة التاريخ عنده،لذا فالإشكال المطروح:كيف يساهم الوعي التاريخي في تشكيل المقاومة الثقافية من منظور أبي القاسم سعد الله ؟وأين تتجلى مظاهر المقاومة في فلسفة التاريخ عنده ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سامية مرابطين
المصدر : مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية Volume 2, Numéro 2, Pages 308-323 2016-05-25