يهدف هذا العرض إلى تحديد مكانة تلمسان التاريخية في مصاف المدن العتيقة ذات الثروة التاريخية والقدرة التنموية، من خلال محاولة الإجابة عن سؤال العلاقة بين التاريخ والتنمية؟، وإبراز قيمة الثروة التاريخية للمدينة بما هي تراث محلي جهوي إنساني في رسم ملامح قدرتها التنموية استثمارا لثروتها التاريخية بما هي مجموع الحوافز والآليات الداعية إلى الاستفادة منها.
إن الفواصل والعلائق بين الثقافة التنموية التي بها تتحقق التنمية، وبين تنمية المعرفة التاريخية التي تهدف إلى تحقيق تنمية في المجال الثقافي، بما هي رغبة في تحديد معالم الثقافة التنموية في المجال الثقافي، لتؤكد أن طبيعة العلاقة القائمة بين التاريخ والتنمية، بين الماضي والمستقبل أمر لازم لأي نهضة منشودة، انطلاقا من أن الماضي ليس ثقلا وجب التخلص منه، بل هو خزان من التجارب، ورصيد من العلائق بين الإنسان ومجاله، تعريفا بكينونة الذات وأصلها وأصالتها، فهو حافز لمعرفة خصوصية الانتماء والاعتزاز بالجذور، وهو ثروة قابلة للاستثمار في المستقبل بأفق موعود، واستثمار مجهود، وحد للهوية والأصالة موجود.
لذلك فالموضوع محاولة للحديث عن مفهوم التنمية في بعده الثقافي التاريخي، أي باستحضار القيمة التاريخي للمجال، باعتباره مفهوم يجمع بين الإنسان والمجال في حركة أنتجت تراثا، في مثلث تنموي (الإنسان والتراب والتراث) لا تتحقق نتيجته إلا بالجمع بين زواياه عبر كل أضلاعه، فهو محاولة تنشد تسليط الضوء على أهمية إبراز العمق التاريخي الرمزي لمدينة تلمسان لتحقيق التنمية المنشودة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : أ . د البركة محمد أستاذ التعليم العالي كلية متعددة التخصصات جامعة سيدي محمد بتازة
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال " تظاهرة تلمسان 2011 عاصمة الثقافة الإسلامية "