لا أحد من المؤرخين أنكر أو ينكر الدور الذي أدته المدن المغربية في نشر الإسلام في مناطق ما وراء الصحراء، وهي المنطقة التي عرفت من طرف المؤرخين والجغرافيين والرحالة باسم "بلاد السودان"، وذلك من خلال حركة القوافل والعلاقات التجارية التي كانت تربط مابين ضفتي الصحراء الكبرى ونذكر من بين تلك المدن : تاهرت، تلمسان ، وارجلان. وسوف نولي مدينة وارجلان اهتمامنا من هذه الدراسة، والأسباب في ذلك عديدة، أهمها : أن وارجلان لم تحظ بنفس الاهتمام الذي حظيت به مدن أخرى مثل تاهرت وتلمسان وسجلماسة والقيروان وفاس ومراكش.
كانت وارجلان همزة وصل في حركة القوافل التجارية بين المدن الشمالية لبلاد المغرب الأوسط، ومدن إفريقية من جهة، وبين مدن السودان الغربي والأوسط من جهة ثانية، مما سمح لها بأن تتبوأ مكانة اقتصادية مرموقة بين واحات بلاد المغرب عموما وبلاد المغرب الأوسط بالأخص. ونتيجة لهذه الحركية الاقتصادية، استطاعت المدينة أن تؤثر دينيا ولغويا في بعض المناطق من بلاد السودان. كيف ذلك ؟
كانت وارجلان من بين المدن التابعة تبعية سياسية وروحية للدولة الرستمية، مما يعني أنها تعتنق المذهب الإباضي، فكان دورها بارزا في نشر المذهب في مناطق من بلاد السودان، فالمصادر تحفظ لنا عن معلومات قيمة في هذا الجانب . يقول البكري مثلا : "إن بعض القبائل المعروفة بولائها للمذهب الإباضي قد استوطنت أودغست مع القبائل السنية كما يورد ابن بطوطة في رحلته الموسومة ب : غرائب الأمصار وعجائب الاسفار، حقائق أخرى تخدم نفس السياق، منها أن جماعة من أهل المغرب يذهبون مذهب الإباضية يسمون صغنغو، يسكنون إلى جانب جماعة من أهل المغرب يذهبون مذهب المالكية يعرفون باسم توري بالإضافة إلى ما تزخر به كتب السير والطبقات والتراجم الإباضية في هذا المجال.
merci pour l'information dans l'article
sarah - étudiant - tiaret - الجزائر
20/07/2012 - 36242
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : Doctorant Hadj Aissa Ilyes/ أ. حاج عيسى إلياس - أستاذ قسم التاريخ جامعة الجزائر 2
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال " تظاهرة تلمسان 2011 عاصمة الثقافة الإسلامية "