باعتبار الجماعات المحلية و البلدية بالخصوص الإدارة الأقرب من المواطن و ذات علاقة مباشرة معه، فإنها تضطلع بمهام كثيرة و ضرورية لتسهيل حياة المواطنين و تحقيق مصلحتهم، إلا أن الغالب على هذا النوع من الإدارة في واقعنا المعاش هو قصورها عن أداء مهامها بالشكل المطلوب، و يشير الرأي العام في كثير من الأحيان إلى أن هذا راجع بشكل أساسي إلى عدم قيام المسؤولين و المسيرين بمهامهم على أكمل وجه و بعبارة "عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب" بالتحديد. و إن تحدثنا عن التسيير المالي للبلديات باعتباره أصدق صورة عن التسيير المحلي ككل، فإن تلك العبارة قد تجد لها استعمالا مناسبا، فبالنسبة لميزانية البلدية فتحضيرها و من ثم تنفيذها و الرقابة عليها يتطلب تدخل عدة أطراف بشرية فاعلة: تتمثل في الآمر بالصرف، المحاسب العمومي و المراقب، و الغالب على هذا التسيير هو العجز المالي لميزانية البلديات، و عجز نفقاتها عن تحقيق الأهداف المرجوة منها. و باعتمادنا على فرضيتان مفادهما أن: القانون و التنظيم المعمول بهما في مجال تسيير مالية البلدية، مناسبان و ملائمان للسير الحسن لهذه الهيئة. و أن مشكل ضعف التمويل المحلي لا يعتبر أساسيا و للبلديات القدرة على تجاوزه.
نطرح التساؤل الرئيسي الموالي: كيف يمكن أن يساهم العنصر البشري في تحسين أداء ميزانية البلدية؟
و للإحاطة بهذه الإشكالية تمثلت محاور مداخلتنا فيما يلي:
1) الأعوان المتدخلون في تسيير ميزانية البلدية و مهامهم.
2) دور الأعوان في ضمان السير الحسن للميزانية.
3) أخطاء و تجاوزات يرتكبها المتدخلون في تسيير ميزانيات البلديات في الجزائر.
4) أسباب ضعف أداء الأعوان المتدخلون و الصعوبات التي تواجههم.
5) بعض الاقتراحات لتعزيز دور العنصر البشري في إطار تحسين أداء ميزانية البلدية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فاطمة مفتاح
المصدر : REVUE ALGERIENNE DE FINANCES PUBLIQUES Volume 2, Numéro 1, Pages 55-74 2012-12-08