الجزائر

دور الأسرة في تلقين قيم المواطنة للأبناء



دور الأسرة في تلقين قيم المواطنة للأبناء
تعد الأسرة المعلم الأول الأكثر تأثيرا في تربية الطفل، وهي أول ما يثير اهتمام الأبناء بقضايا المجتمع والوطن ويساعدهم على تعلم الواجبات الوطنية من خلال إقدامهم على أعمال هادفة يمارسونها في هذا الإطار، خصوصا أن الأسرة في الدول النامية لا تزال إلى حد كبير أسيرة الثقافة التقليدية، ويعول عليها بشكل كبير في تربية وإعداد الطفل قبل دخول المدرسة، هذا ما أشارت إليه الأستاذة نعيمة طايبي على هامش مشاركتها في الملتقى الوطني العلمي حول الهوية والأمن الاجتماعي.إن إبداء الاهتمام بالشؤون الوطنية لابد أن يتجلى في السنوات الأولى من عمر الإنسان، ويكون الاحتكاك بالأمور الحكومية من خلال التحادث حول القضايا الهامة ولو كانت بسيطة في الصغر، إذ تعتبر هذه الأمور التي تبدو بسيطة في نظر الكبار، خطوة فعالة للشعور بالانتماء الوطني بالنسبة للطفل أو الشاب المراهق. وقد يختلف هذا الاحتكاك حسب البيئة التي يعيش فيها الفرد، حيث يمكن أن يكون مجرد تشجيع للأطفال للمشاركة في المشاريع التطوعية، مثل المساهمة في تنظيف الحي أو تشجير المساحات أو مرافقة الطفل لأبيه أو أمه خلال الانتخابات للإدلاء بالأصوات وحق اختيار المرشحين..ويعتبر تلقين القيم الإنسانية حق الطفل على أبويه ومحيط أسرته، حيث تعد هذه القيم أساس التربية على حب الوطن والغيرة عليه، وحب الخير له والدفاع عنه.تقول الأستاذة طايبي بأن بناء وترسيخ قيم المواطنة يساهم بشكل خاص في تثبيت هوية الفرد داخل المجتمع، ولا يتأتى ذلك ما لم تعط لأسس تلقينها الأهمية التي تستحقها في سبيل إعطاء الصورة الحقيقية لمفهوم المواطنة.وهنا أوضحت المتحدثة أن الأسرة هي مسرح التدريب على أهم الأصول، كما تمنح للفرد حق التعلم والمحافظة على ثوابت المجتمع لتكييف مواطن قادر على الانخراط فيه.وعرفت الأستاذة نعيمة طايبي المواطنة بأنها ممارسات وأفعال، وكذا أقوال تصب من أجل هدف واحد وهو حب الوطن والشعور بالانتماء إليه والدفاع عنه. وتشير المتحدثة في هذا الخصوص إلى أنه لا يمكن أن ندمج هذه القيم في الفرد إلا إذا كانت تمارسها الأسرة حقا، فبذلك تنبعث نوعا من القناعة حين تلقن للطفل، فإذا كانت سلوكات الراشد تعارض أقواله، فإن ذلك سيسبب امتعاض الطفل المتعلم ويؤدي به إلى النفور من المبدأ من أصله.وعلى الصعيد القانوني، عرفت المتدخلة الانتماء الوطني بالوضع الذي يمكن للفرد من خلاله التمتع بكافة الحقوق، ومعرفة حقوق الآخرين عليه، وكل ما عليه من واجبات وطنية أو سياسية أو اجتماعية، مؤكدة أنه على الفرد ألا يتخلى عن حقوقه مع تأدية واجباته، حسبما تنص عليه البنود القانونية، لأن مصطلح المواطنة هو بمثابة تحديد دور كل مواطن من المجتمع، وشرحت الأستاذة بعض النقاط التي تسهل التعامل مع الطفل في كيفية تلقينه قيم المواطنة أو الانتماء قائلة: «لابد من تنمية قدرات الفرد الشخصية من أجل تسهيل عملية فهم مبادئ المواطنة وقبول الاختلاف وحب الغير واحترامه، عن طريق المشاركة في الحياة العامة وتأهيله كمواطن يحترم القوانين ويدافع عن حقوقه، وكمثال لذلك، حق البيئة عليه وواجبه في تنظيفها وعدم رمي النفايات المضرة بها وبجمالها، كما أن للفرد الحق في العيش في بيئة نقية وسليمة تقيه من الأمراض والأوبئة».وشددت المتحدثة على ضرورة تعزيز المواطنة بين الأطفال، سواء داخل المدرسة أو من خلال مواد التربية المدنية أو الأسرة في تنشئة مواطن صالح متعود على الاعتزاز والفخر بوطنه لبناء قاعدة شبابية واعية قادرة على المضي قدما والمساهمة في بناء الوطن.لهذا يعتبر دور الآباء والأسرة عامة، أساسيا في تلقين الطفل هذه المبادئ عبر إكسابه ومشاركته مواقف لإدراك واجباته كمواطن والاندماج في المجتمع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)