يعيش سكان وادي حربيل ببلدية الداموس، أقصى غرب ولاية تيبازة، في عزلة قاتلة فرضتها عليهم وضعية الطريق السفلي المؤدي إلى قراهم المعزولة والمهمشة والتي لا تزال في نظر أهاليها غير مستوفية لنصيبها من التنمية رغم التحديات التي رفعها سكانها بتشبثهم بأرضهم أمام ضربات الإرهاب ومرارة النسيان و“التجاهل“ المفروض عليهم طيلة عقود من الزمن.
لا تزال مطالب سكان وادي حربيل في بلدية الداموس قائمة وملحة أملا منهم في التفات المنتخبين الجدد والجهات الأخرى إلى المعاناة الكبرى التي يعيشونها جراء سوء وضعية الطريق السفلي، الذي لا يزال يشكل الشغل الشاغل لديهم، خصوصا لأهميته البالغة نظرا لقصر مسافته وسهولة مسالكه إذا ما التفتت الجهات المعنية بإتمام تعبيده وإنهاء معاناة العائلات التي تعتبره شريان حياتهم وتنقلاتهم بعدما أتعبتهم ضرورة التنقل عبر الطريق العلوي.
وناشدت العديد من العائلات المقيمة بالمناطق الموجودة بأعالي الوادي كدواوير قبايلي، شارف، مرزوق، شبوي ولحلاح، السلطات الولائية التدخل العاجل لإتمام تعبيد الطريق السفلي الأقرب إليهم والمقدر ب7 كلم، حيث لا تزال أشغال إصلاحه متوقفة عند نقطة المدرسة، فيما لا يزال الشطر المتبقي إلى غاية دوار قبايلي في وضعية جد كارثية لا تسمح لهم باستعماله، وهو ما توجب عليهم سلوك الطريق العلوي الجبلي الممتد على مسافة 15 كلم.
وبسبب وضعية الطريق المذكور ومخاطره، يمنع الكثير من الأولياء أبناءهم من التوجه لمقاعد الدراسة أثناء الاضطرابات الجوية وتهاطل الأمطار، كما تتكبّد الحوامل والمصابون بالأمراض المزمنة آلاما فظيعة لبلوغ وسط المدينة حتى يتم نقلهم نحو المصالح الاستشفائية المتخصصة، إلى غير ذلك من معاناة في شتى المجالات.
هذه الوضعية وغيرها لم تشجع الكثير من العائلات على العودة إلى القرى المهجورة أثناء فترة الهمجية الإرهابية، إذ أدى غياب التنمية والمرافق الحيوية الأخرى إلى تردد الكثير من العائلات في العودة إلى أراضيها، حيث لا تزال تقطن في ظروف غير إنسانية بالمنطقة المسماة سيدي القصادي وعلى أطراف العديد من المدن الأخرى.
وجدّد أهالي واد حربيل مطالبهم للسلطات المختصة بتوفير النقل ولو مرتين في اليوم لإنهاء متاعب التنقل لمسافة 15 كلم على الأقدام، حيث ناشدوا السلطات المختصة بإلزام الناقلين التوجه نحو الدواوير المذكورة لتخفيف عناء التنقلات عبر الكلونديستان الذي يكلفهم 500 دينار لبلوغ مقاصدهم ذهابا وإيّابا. من جهتهم، طالب بعض الفلاحين من المصالح المختصة تسريح ملفات الاستفادة من الدعم الفلاحي والنظر في كيفية مساعدة شباب المنطقة على استغلال الأرض بقروض ميسرة تماشيا والطابع الفلاحي للمنطقة، خاصة وأن العديد من المشاريع في هذا الإطار لا تزال مجمّدة بسبب عدم توفير الظروف المحفزة على إنجاز المشاريع الفلاحية، ومن ذلك غياب للمنشآت القاعدية وشبكة الطرقات لتسويق المنتوج ورعايته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/01/2010
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عصام ص
المصدر : www.al-fadjr.com