دنيا الفن إثبات الذات

وجد العديد من المطربين أو الممثلين أنفسهم في الحقل الفني، لأن أحد الوالدين أو كلاهما منه، ولأن عشق الفن يرثه هؤلاء ويسري في دمائهم، فإن الواحد منهم يسعى دوما إلى تحقيق ذاته، ففي الوقت الذي يعتمد العديد منهم على الأرضية التي صنعها الأب والتي تعتبر صلبة وقوية، يجد آخرون في الأمر حرجا ويفضلون المضي نحو الأمام اعتمادا على الذات، تنفيذا لمقولة “ها أنا ذا”، وبين الباحث عن الشهرة السريعة والتعلق بعباءة الأب، وآخر عاشق للتجديد، العطاء والتميّز فرق كبير. فلا بأس أن يستفيد المرء من تجارب من سبقوه، لكن بغرض تطويرها وليس البقاء عند عتبتها فحسب، لأن المتلقي يميز بين ما هو صالح وما هو طالح، بين الطفيلي الذي لا يتطور وآخر استطاع أن يحترم الحب والاحترام من طرف الجمهور، نظير المجهودات التي يبذلها في سبيل إسعاده وتحقيق كينونته.كما أن من أساسيات العطاء؛ البحث، ففاقد الشيء لا يعطيه، بينما الباحث عليه يجد منه الكثير، والفن بحر لم ينهل منه سوى القليل، وما يزال الكثير منه للأخد والاستمتاع بجمالياته، فبعدما كانت آلة العود تعزف لحنا معينا، تحولت اليوم بين أنامل بعض العازفين إلى مجموعة آلات موسيقية، وأراهن أن “أب” العود حين صنعه لم يكن يعرف أنه سيصبح على ما هو عليه في زماننا... إن عشق الإبداع يمكن أن يفعل الكثير... فجميل أن يعيش المرء الإبداع بكل تفاصيله.