الجزائر

دمقرطة المؤسّسات السيادية وفق التزامات الرئيس تبون



❊ مواصلة المسار الإصلاحي بأريحية في ظل مجلس شعبي منتخب❊ الانتقال من الصحافة الورقية إلى الإعلام الرقمي وتوطين قانوني لنشاط القنوات الخاصة
❊ دماء الأبطال الشهداء من جزائريين ومصريين امتزجت معا على أرض سيناء الطيبة
قال وزيرالاتصال، عمار بلحيمر، إن الجزائر ماضية في توسيع وتعميق دمقرطة مؤسساتها السيادية الوطنية وفق التزامات رئيس الجمهورية، المقررة في برنامجه الانتخابي والذي شرع في تجسيده ميدانيا من خلال آليات ومنظومة قوانين جديدة. وقال بلحيمر، في حوار أجرته معه جريدة الأهرام المصرية ونشر أمس، إن الجزائر ستواصل مسارها الإصلاحي بأكثر أريحية في ظل مجلس شعبي منتخب، يمثل إرادة الشعب ويستجيب لآماله وطموحاته في التغيير المنشود الذي طالب به حراكه المبارك في 22 فيفري 2019، والذى كرس القطيعة مع الأساليب السابقة لممارسة الحكم.
وقال بلحيمر، بخصوص قانون الإعلام الجديد، إن العمل جار لتكييفه مع فلسفة الدستور الجديد التي تكرس ممارسة حرة وهادئة لحرية الصحافة خارج جميع القيود الإدارية والحسابات الضيقة، مؤكدا أن القانون الجديد سيصدر مباشرة بعد مناقشته والمصادقة عليه من طرف الأعضاء الجدد للمجلس الشعبي الوطني وتوقيعه من طرف رئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون". وأكد بلحيمر، أن مصالحه تعمل حاليا على محورين أساسيين وهما الانتقال من الصحافة الورقية إلى الإعلام الرقمي، وتوطين قانوني وتكنولوجي لنشاط القنوات التلفزيونية الخاصة، إلى جانب توسيع عرض المؤسسة العمومية للتلفزيون من خلال فتح قنوات موضوعاتية، جديدة موجهة لكل فئات المجتمع على غرار "قناة الذاكرة" و "قناة المعرفة" اللتين استحدثتا مؤخرا.
العلاقات بين الجزائر ومصر عريقة وتشمل مختلف مجالات التعاون
وجدد وزير الاتصال، تأكيده على أن العلاقات الجزائرية المصرية، علاقات تاريخية عريقة ومتميزة، مشيرا في ذلك إلى دعم مصر شعبا وقيادة، للجزائر أثناء ثورة التحرير في مختلف المجالات، لاسيما في المجال الإعلامي من خلال احتضانها لإذاعة "صوت الجزائر الحرّة المكافحة"، التي كانت تنقل أخبار الثورة وكذا ما تضمنته صفحات جريدة الأهرام من أخبار ومقالات وصور البطولة والتضامن المشرفة، والتي يزخر بها أرشيف "مؤسسة الأهرام" العريقة. وذكر الوزير، من بين نماذج التضامن الخالدة، النشيد الوطني الجزائري "قسما" الذي كتبه الشاعر الجزائري مفدى زكرياء، ولحنه الموسيقار المصري محمد فوزي، وما أبدعه الكتاب والإعلاميون والفنانون المصريون عن ثورة أول نوفمبر المجيدة والذين اعتبروها قضيتهم فدافعوا عنها بقناعة وصدق.
كما ذكّر الوزير، بفيلم "الجميلة" العمل الفني الذي مجد الثورة الجزائرية وأبطالها من انتاج الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي عام 1958، وأخرجه يوسف شاهين بمشاركة نجوم السينما المصرية، والذي ساهم في التعريف بالثورة الجزائرية ومساندتها في مهرجانات سينمائية عالمية. وذكر المسؤول الأول عن قطاع الإعلام، أن الجزائريين يقدرون جيدا دعم مصر المشهود للثورة الجزائرية، والذي كان أحد أسباب العدوان الثلاثي، الفرنسي الإسرائيلي البريطاني عليها عام 1956. وأشار الوزير، إلى أن الجزائر كانت سباقة في نصرة مصر خلال حربي 1967 و1973، وأن التاريخ سيحفظ أن فيالق الجيش الجزائري كانت إلى جنب الفيالق المصرية في الصفوف الأولى في ملحمة حرب أكتوبر، حيث امتزجت دماء الأبطال الشهداء من جزائريين ومصريين معا على أرض سيناء الطيبة، لتسجل صفحات مجيدة من التضحية والتضامن المشترك."
مؤكدا على أن العلاقات المتميزة استمرت وتطورت لتشمل مختلف مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والأكاديمي والثقافي والإعلامي، كاشفا عن حرص البلدين على تفعيل العلاقات الثنائية وترقيتها في مختلف المجالات، بما يحقق منافع مشتركة تعود بالخير والازدهار على الشعبين الشقيقين.
اجتثاث التطرّف وبعث عجلة التنمية للقضاء على التنظيمات الإرهابية
وقال بلحيمر، من جهة أخرى إن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية عابرة للحدود، وباتت تفرض على الدول والحكومات حلولا عملية كفيلة باستئصال هذه الظاهرة الإجرامية من جذورها، حيث لم تسلم الجزائر من مخالب الإرهاب الهمجى خلال تسعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن هذه التجربة أفرزت مقاربة حديثة تعمل على محورين، يركز الأول على اجتثاث التطرّف وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، بينما يركز المحور على بعث تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية شاملة تحقق لشعوب المنطقة طموحاتها في العيش بأمن وسلام، والتمتع بكل ظروف العيش الكريم في كنف دولة القانون.
فهذه المقاربة الثنائية حسب بلحيمر لطالما دافعت من أجلها الجزائر، داعية إلى ضرورة تفضيل الحلول الوطنية من خلال الحوار بين أبناء البلد الواحد بعيدا عن التدخلات الأجنبية وتجاذبات المصالح الدولية، حيث أثبتت التجربة أنها تسمح بإيجاد حلول قابلة للتنفيذ والوصول إلى نتائج ملموسة كفيلة بعودة الأمن والاستقرار.
وبخصوص الوضع في ليبيا قال وزير الإيصال، إن الجزائر ومن خلال مواقفها الدائمة والثابتة تجاه مختلف القضايا العربية، سعت من أجل حوار وطني، ليبي- ليبى يخضع لمنطق الأولويات، وهو ما تجسد مؤخرا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تعنى بإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، مع إعطاء أهمية بالغة لعمل الجيش الوطنى الليبي من أجل جمع السلاح والانطلاق في إعادة إعمار ليبيا يضيف ذات المتحدث وذلك تجسيدا لتطلعات الشعب الليبى لخروج هذا البلد الجار من الأزمة المتعددة الأقطاب الأمنية والسياسية والاقتصادية، ناهيك عن الآثار الاجتماعية السلبية التى خلّفتها سنوات من الاقتتال بين الأطراف الليبية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)