الجزائر

دفاتر الذاكرة



دفاتر الذاكرة
أسد الشاشة السينمائية الفنان الجزائري الكبير سيد علي كويرات ،أسد الشاشة سيبقى واقفا مثلما حرص على أن يملأنا فرحا وإبداعا بعطاءات مبهرة على مدار سبع عقود كاملة حفلت بمرايا مسرحية تلفزيونية سينمائية خالدة.ظل عمي علي متوهجا في أفئدة الملايين من الجزائريين الذين صنفوه كأحد كبار معالم الفن الجزائري الحديث، هذا الأسد الذي رأى النور في 7 سبتمبر 1933 بحي القصبة القلب النابض ل"الجزائر العتيقة" ،التحق سنة 1950 بالمسرح الوطني الجزائري وكانت بداياته في التمثيل صاخبة مع كوكبة فذة من العمداء على غرار "مصطفى كاتب" و"محي الدين بشتارزي"وغيرهما، وبكثير من الكبرياء والأنفة، كان "سيد علي" بين كبار ثوار الفرقة الفنية الجزائرية التي جابت العالم، واختار "كويرات" بعد استقلال الجزائر، أن يخلّد كفاحات الأبطال عبر سلسلة من الأعمال السينمائية الهادفة التي نوّهت بمآثر وعظمة الشخصية الجزائرية المقاومة للاحتلال الفرنسي البغيض.كانت بداية التألق السينمائية سنة 1963، حيث لمع "سيد علي" في فيلم "أبناء القصبة" ل"مصطفى بديع"، وتبقى في ذاكرة الجزائرية العبارة الشامخة "يا علي موت واقف"، والتي صنعت جمال أفلام "وقائع سنوات الجمر" الذي نافس به في مهرجان كان الدولي، فضلا عن "الأفيون والعصا" وغيرهما من الفوانيس التي رصّع بها "كويرات" وجيل الستينات الذهبي الفن السابع الجزائري.طبع "سيد علي كويرات" عدة أعمال بحضوره القوي الذي امتد إلى حقبة السبعينات عبر "هروب حسان طيرو" (1974) و"عودة الابن الضال" (1976)، إضافة إلى لائحة غير متناهية لمسرحيات ثورية، وكذا أخرى مستوحاة من قالب "الفكاهة الاجتماعية".وبكثير من الثبات، واصل "سيد علي كويرات" عطاءاته الكبيرة، على منوال "الشبكة رايحة وين" (1976)، "الضحايا" (1982)، "صحراء بلوز" (1991)، "المهاجر" (1994) مع المخرج المصري الشهير "يوسف شاهين" والممثل "خالد النبوي" إضافة إلى أرمادة من الفنانين المصريين، "المشتبه فيهم" (2004)، "خالي وتيلغراف" (2007)، "الأجنحة المنكسرة" (2009)، وقبلها كان حاضرا في مسلسل "اللاعب" آخر أعمال الراحل "جمال فزاز" (2004)، قبل أن يختتم "عمي سيد علي" مسيرته الاستثنائية بفيلم "المفتش بوب"، وتتسع القائمة الطويلة لإبداعات العملاق "سيدي علي كويرات" لتتسع إلى حزمة أعمال أخرى سحرت متتبعي التلفزيون والمسرح والسينما.ونال "كويرات" العديد من الجوائز الوطنية والأجنبية، تتصدرها "السعفة الذهبية" عما قدمه في "وقائع سنوات الجمر". ليرحل في أفريل سنة 2015 عن عمر يناهز 82عاما تاركا وراءه حب كبير من قبل جمهور عشق رجولة فنان .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)