الجزائر

دفاتر الذاكرة



دفاتر الذاكرة
كلثوم... هذا الهرم السينمائي الكبير ذهب و معه مسيرة طويلة من النضال لأجل تطوير الفن السينمائي الجزائري، فكلثوم أو عجوري عائشة، امرأة تحدت ذات يوم التقاليد التي تجبر النساء على البقاء في بيوتهن وعدم الخروج عن حدودها الحمراء لكنها استطاعت بفضل تواضعها الإنساني ونظرتها الحادة والمعبرة في الشاشة الكبيرة أن تصنع لنفسها اسما فنيا في "ريح الأوراسّ"وتفتك به جائزة في موسكو سنة 1966 بشهادة النقاد عن قدرتها الفائقة في التعبير عن حرقة الإحساس لام مفجوعة في ابنها. وكلثوم ،هي من مواليد 4 أبريل 1916 بولاية البليدة اشتهرت أكثر باسم كلثوم. يصفها الكثيرون بعميدة الفن في الجزائر وسيدة المسرح والسينما والتلفزيون بلا منازع.دخلت باب الفن كمغنية في بداية الأمر وبعد ذلك اكتشف موهبتها المرحوم محي الدين بشطارزي سنة 1935 ومنذ أن ولجت عالم التمثيل استقرت فيه وابتعدت عن الغناء وشاركت في العديد من الأعمال السينمائية منها»بدون جذور« للمخرج لمين مرباح و»حسن طاكسي« لسليم رياض و»حسن نية« لغوثي بن ددوش و»سنين الجمر« للخضر حمينة وكانت أول سيدة عربية تسير على البساط الأحمر في المهرجان السينمائي بكان ويتوج بالسعفة الذهبية إلى جانب جائزة أحسن عمل في الطبعة العشرين عام 1967 عن فيلم »ريح الأواس«.ولقد كرمت المرحومة بالعديد من الجوائز سواء في أميان أو باريس أ و تيطوان أو موسكو إلى جانب التكريمات التي تحصلت عليها في وهران وعنابة أو العاصمة من خلال الملتقيات السينمائية أو التكريمات الرئاسية.عندما تحدثك عن زملائها في التمثيل تفتخر كثيرا بمحي الدين بشاطرزي التي كانت تعتبره أستاذها إلى جانب علالو ورويشد الذي كانت تقول عنه بأنها يلهمها في الآداء وهو الممثل الذي يعبر أكثر عن عمق الشخصية الذي يقدمها لجمهوره سواء على الخشبة أو في السينما.عندما تحدثك عن استمرارية المشعل فتقول بأن الشباب عليهم مواصلة رسالة القدامى الذين حملوا مشعل الفن الجزائري الذي ناضل هو الآخر من أجل إيصال صوت الجزائر فلقد استمرت رفقة المجموعة إلى غاية 1956 وبعد ذلك شارك الجميع في النضال الثوري ليجتمع شمل الفنانين مع سنة 1963 ويعود الفن والسينما بقوة في المحافل الدولية بروائع وقد قدمت بوسائل بسيطة وإمكانيات شبه منعدمة مقارنة بما هو موجود الآن وكانت تقول بأن تجربتها ونصائحها تقدمها للشباب المحب لرسالة الفن. كلثوم.. فنانة وأيضا مجاهدة وفدائية خلال الثورة التحريرية حيرت الإستعمار الفرنسي وأفنت حياتها في خدمة الوطن حيث لبست في الأربعينات ثوبا حمل ألوان كل الدول العربية وهي تصرخ على الخشبة »يا عربان ثوروا« وحملت السلاح ومختلف الوثائق السرية خلال عملها كفدائية هي إحدى بطلات معركة الجزائر، عاقبتها فرنسا فاقتحم المظليون بيتها وصوبوا رشاشاتهم نحوها ونحو زوجها أيضا إلا أن مشيئة الله تعالى كانت أقوى من بطش الإستدمار الغاشم.هكذا خسرت الخشبة والشاشة الكبيرة امرأة عظيمة قدمت روائع تنبض من عمق الحياة وسنبقى نتذكرك دائما مع ابتساماتك وأنت تحكي عن »ريح الأوراس« وكيف جعلك لخضر حمينة تعيدين مشهدا لعدة مرات في جبال الشريعة وسط الثلوج وأنت حافية القدمين وكل كمن كان في الكاستينك يقول له ستقتل لا محالة المرأة لكن شجاعتك وحبك لفنك جعلك تعملين أكثر من 20 ساعة في اليوم من أجل أن تقدم رائعة من روائع حمينة الخالدة تعكس من خلالها معاناة المرأة الجزائرية أثناء الإستعمار وكيف أنها قاومت بجدارة كل المأساة من أجل الأمل في رؤية يوم جديد وشروق اسمه الحرية،لتغادر الحياة في 12 نوفمبر 2010 تركتا الخشبة حزينة عن فراق امرأة عظيمة قدمت الكثير للفن الجزائري




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)