الجزائر

دعوى ضد شركة فرنسية زوّدت القذافي ببرنامج تجسس على المعارضة شكوك حول استعمال الناتو الفوسفور الأبيض في بني وليد



بخلاف طرابلس التي أعطاها القذافي حظوة كبيرة، ومع ذلك لم تصمد في وجه قوات المجلس الانتقالي، تستمر المواجهات الدامية في سرت، مسقط رأسه. أما في باريس فقد رفعت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان شكوى ضد شركة ''أمسيس'' بسبب بيعها للعقيد برنامج تنصت يسمح بالتجسس على مراسلات عناصر المعارضة عبر البريد الإلكتروني.  في الميدان، وحسب موقع زنقتنا الموالي للقذافي، فقد قصفت طائرات الناتو مدينة بني وليد بقنابل مزودة بالفوسفور الأبيض المحرّم دوليا، وهو السلاح الذي استعمله الجيش الإسرائيلي في عدوانه على غزة مطلع .2009 ومن شأن هذه المعلومات، التي لم تتعرض لها الفضائيات العربية، إن تم تأكيدها أن تكون منصة لإطلاق متابعات في حلف الناتو.
وبرأي مراقبين، فإن قصف الناتو لبني وليد هو ما مهد لسيطرة قوات المجلس الانتقالي على المدينة، التي تمت محاصرتها لمدة ستة أسابيع دون أن يتمكن مقاتلو المجلس الانتقالي من دخولها. لكن بمجرد سقوطها قبل يومين، شرعت قوات المجلس الانتقالي في عملية تمشيط بحثا عن أتباع القذافي، بوادي الكرجونة على طريق مدينة ترهونة. وتحدثت مصادر لقناة الجزيرة في بني وليد أنه تم أسر 300 مقاتل من كتائب القذافي، وذكروا أن سيف الإسلام نجل القذافي فرّ منذ أسبوع من المدينة إلى مكان مجهول .
وفي سرت، قال عصام بغار، القائد الميداني لكتيبة الزنتان، لوكالة الأنباء الفرنسية إن أحد حيين كانا تحت سيطرة الموالين للقذافي قد سقط في أيدي قوات المجلس الانتقالي في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء. وكان بغار يتحدث عن تحرير حي الدولار، فيما شهد الحي رقم اثنان مواجهات عنيفة.
وقال القائد الميداني لكتيبة الزنتان تم تحرير حي الدولار الليلة الماضية والقتال الآن يدور في الحي رقم . 2 وحسب مصادر طبية، فإن أحد عشر عنصرا على الأقل من مقاتلي المجلس قتلوا الثلاثاء، بينما أصيب 95 آخرون في القتال من أجل السيطرة على آخر جيوب المقاومة في سرت.
من جهة أخرى، نقل موقع سفن دايز نيوز عن سيف الإسلام نجل القذافي، دعوته أنصار والده للقيام بعمليات اختطاف في حق أعضاء المجلس الانتقالي الليبي، فضلا عن الأجانب الموجودين في ليبيا، ممن ينتمون لدول تشارك في عدوان حلف الناتو. وقال سيف الإسلام إنه يمكن لأي مجموعة لها أسير أو مفقود أو مطلب، أن تقوم باختطاف من تضغط به لاسترداد مفقودها أو إطلاق سراح معتقلها . وبالعودة إلى فضيحة شركة أمسيس الفرنسية مع العقيد القذافي، فقد تحركت دعوى قضائية ضد هذه الشركة بتهمة المشاركة في التعذيب بليبيا، فقد قامت أمسيس وهي فرع من بول الأم ببيع برنامج تجسس بقيمة 27 مليون أورو عام 2007، في إطار صفقة أشرف عليها آنذاك نيكولا ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية. وتضمنت الصفقة أيضا تزويد العقيد القذافي بسيارة شبح، مزودة بأحدث التكنولوجيا قيمتها أربعة ملايين أورو.
واعترفت الشركة الفرنسية أمسيس ، مطلع شهر سبتمبر، بالعملية، تبعها قيام جمعية تنشط ضد الرشوة تعرف باسم شيربا ، برفع دعوى ضد أمسيس منتصف سبتمبر الماضي. وعمليا، قطع العقيد القذافي خدمة الأنترنت على كل التراب الليبي عند بداية الأزمة في شهر فيفري الماضي، لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي زوّده ببرنامج التجسس كان أول الداعين للتدخل العسكري في حق صديق الأمس . 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)