الجزائر

دعوة لتأسيس مجلس أعلى للتربية مشكل من مختلف القطاعات



حرصت لجنة توصيات الملتقى الدولي الثامن لتحليل الخطاب الذي نظم مؤخرا بكلية الآداب واللغات بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، على دعوة وزارة التربية إلى تأسيس مجلس أعلى للتربية مشكل من مختلف القطاعات يضطلع بإعداد الخطط ورسم السياسات والبرامج الخاصة بمختلف أطوار التعليم، كما دعت إلى تفعيل دور عناصر الهوية الوطنية (الإسلامية، العربية، الأمازيغية) في المقررات والمناهج الدراسية، حفاظا على تماسك الأمة، ودعما لوحدتها الوطنية.ونظرا إلى أن المدرسة هي الحضن الرئيس للنهضة الحقيقية في المجتمع، والحصن المنيع للثوابت الوطنية حسبما جاء في توصيات الملتقى فإنه قد تم اقتراح أن يتناول الملتقى القادم موضوع «الهوية والغيرية في الكتاب المدرسي» أو «الكتاب المدرسي وخطاباته» بالإضافة إلى موضوع «تحليل الخطاب وأشكال التواصل المعاصرة».
خلص اللقاء إلى تحديد هذه الأولوية بعد العديد من المداخلات التي تقدم بها دكاترة وباحثون في هذا المجال على غرار مداخلة الدكتور إبراهيم طبشي والتي ركزت على نصوص القراءة وأبعاد الهوية الوطنية في المنهاج الجزائري في دراسة لكتاب السنة الأولى متوسط بين الأمس واليوم والتي وقفت على التوجهات العامة في المناهج الثلاثة في الجيل الثاني والجيل الأول ومنهاج التعليم الأساسي من خلال تحديد القيم المتضمنة في نصوص القراءة.
توصلت النتائج إلى أن مناهج الجيل الثاني يغلب على قيمها الطابع العلمي مع ما فيه من اختلالات كبيرة، أما الجيل الثاني فيغلب على قيمه الطابع الإنساني مع وجود بعض الاختلالات أيضا أما مناهج التعليم الأساسي فقد كان فيها توازن كبير كما أنه كان أقرب إلى خدمة الشخصية الوطنية، وفي دراسة أخرى للدكتور حسين دحو والتي كانت بعنوان صناعة الكتاب المدرسي في الجزائر أي محتوى من أجل أي هوية.
واعتبر الباحث أن صناعة الكتاب المدرسي في الجزائر برغم مجهودات الدولة عبر سياساتها التربوية لم تصل للمستوى المطلوب على اعتبار أن عصرنة الكتاب لا تعني فقط تنميقه بالصور الملونة أو طباعته على ورق مجلد ومزخرف وإن كانت من أساسيات صنعه في إشارة إلى أن بناء المضامين الفكرية والمحتويات المعرفية بما يسهم في تنمية قدرات ومدارك الطفل وبناء وعي مفاهيمي صحيح لديه.
أكد على الدور الرئيسي للكتاب المدرسي في تحقيق تنمية هوية الطفل وتشكيلها عبر مراحله العمرية المختلفة، موضحا أن الهوية بالنسبة للطفل لا يجب أن تكون محصورة في إدراكه لوطنه وانتمائه إليه والشعور بالحب نحوه بل من المهم أن تتجاوز ذلك إلى وجودها كعنصر هام في تشكيل هويته الفردية والجماعية الدينية والوطنية والثقافية والاقتصادية.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى خلص إلى توصيات عدة أيضا من بينها الحرص على مواصلة تنظيم هذا الملتقى بشكل دوري كل سنتين، عقد شراكة مع مختلف المخابر ومراكز البحث القريبة من موضوع الملتقى، طبع محاضرات الملتقى، في كتاب خاص، وتوزيعه على نطاق واسع داخل الجزائر وخارجها قصد تثمين مشاركات الأساتذة وتعميم الفائدة على كل المهتمين، بالإضافة إلى تأسيس فرق البحث التي تشتغل على مثل هذه الموضوعات وإنشاء صفحة إلكترونية تفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي باسم الملتقى وكذا توجيه الطلبة والباحثين في الماستر والدكتوراه للاهتمام بالدراسات الثقافية والبحوث المهتمة بالكتاب المدرسي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)