دعوة إلى تعميق البحوث الأكاديمية والنقدية حول أعمال إيزابيل إبرهارت

اعتبر مشاركون في ملتقى حول أعمال ومسيرة الكاتبة والصحفية إيزابيل إبرهارت، بعين الصفراء في النعامة، أن الرصيد الأدبي لهذه الشخصية الأدبية لايزال في حاجة إلى المزيد من التمحيص والدراسات والأبحاث الأكاديمية والنقدية. وأوضحت مداخلات لأساتذة جامعيين في هذا اللقاء الذي بادرت بتنظيمه جمعية الإبداع الثقافي ”صافية كتو” لعين الصفراء وجاءت تزامنا مع إحياء الذكرى ال110 لوفاة إيزابيل إبرهارت، أن طلبة الجامعة معنيين بالتعمق في الإرث والإبداع الفكري لهذه الشخصية التي ترجمت كتاباتها إلى العديد من لغات العالم.ودعا المتدخلون أيضا إلى المزيد من الدراسات حول أعمال هذه الروائية والغوص في القالب الفني ونمط الكتابة المتميز الذي اعتمدته، خصوصا أنها احتكت بقيم الشعب الجزائري وثقافته المقاومة للإستعباد والإستعمار، وركزت النقاشات في هذا اللقاء على علاقة إيزابيل إبرهارت بالجنوب الجزائري من خلال أعمالها ومراسلاتها الصحفية حول الحرب في فترة المقاومات الشعبية بالجنوب الوهراني الشيخ بوعمامة وأولاد سيد الشيخ.ويرى عدة باحثين في التراث والأدب الشعبي، من بينهم خليفة بن عمارة وإبراهيم هنين وعبد القادر ضيف الله، أن الأعمال الشعرية والقصصية لهذه الكاتبة ”لا يستهان بها وتنتمي إلى الأدب العالمي، وهي جديرة بالتأمل والدراسة من طرف النخب الفكرية والجامعية”. وقال الإعلامي إبراهيم هنين أن مسيرة إيزابيل إبرهارت ”رغم أنها كانت وجيزة إلا أنها اتسمت بالزخم والثراء والتنوع وحمل قيم فنية واجتماعية عديدة”. وتطرقت مداخلات أخرى إلى مراسلات هذه الكاتبة وتقاريرها الصحفية التي تطلع القراء على الجوانب المأساوية والقمع الذي عاشته القبائل، جراء بطش الجنرال ليوتي بمنطقتي العين الصفراء والجنوب الوهراني. كما سلطوا الضوء على المجموعات القصصية لإيزابيل إبرهارت ودواوينها الشعرية، وكذا زيارات هذه المستكشفة ذات الأصل الأوروبي إلى منطقة العين الصفراء. وناقش المحاضرون، خلال أشغال اللقاء الذي دامت يوما واحدا، محاور عدة أخرى، من بينها ”وقفات في مسار وأعمال الكاتبة ” و”الرواية و التراث الشعبي من منظور البناء القصصي للكاتبة واحتكاكها بالثقافة الإسلامية”.