ملتقى عقبة بن نافع ببسكرة:دعوة إلى ترقية الخطاب الديني
أكد المشاركون في الملتقى الدولي حول الفاتح عقبة بن نافع الفهري الذي اختتمت أشغال طبعته السادسة بعد ظهر الثلاثاء بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة على ضرورة ترقية الخطاب الديني المستوعب لعناصر الهوية الوطنية وذلك في إطار تدبير الاختلاف والتنوع.
ودعا المشاركون في توصياتهم لهذا الملتقى -الذي احتضنه المركز الثقافي الإسلامي لمدينة سيدي عقبة (التي تبعد ب18 كلم شرق عاصمة الزيبان) بمشاركة باحثين وأكاديميين قدموا من عديد ولايات الوطن بالإضافة إلى آخرين من دول عربية وإسلامية على غرار السودان وتشاد ومالي والنيجر وسلطنة بروناي- إلى دراسة التراث الفقهي والتجارب السياسية التي تكرس حالة التعايش لاستثمارها في هذا الشأن.
وقد أوصى المشاركون أيضا بتشجيع الدراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تتناول الهوية الوطنية وذلك وفق مقاربة علمية تضمن -حسبهم- معالجة التوظيف الإيديولوجي والسياسي لمسألة الهوية وذلك بالاستناد إلى الرصيد التاريخي والحضاري للمجتمعات المغاربية.
ومن بين ما ورد كذلك في توصيات هذا الملتقى الذي دام يومين إدراج قيّم ومبادئ الفتح الإسلامي ومساهمة العلماء ورموز المؤسسة الدينية إلى غاية القرن ال19 الميلادي ضمن برامج المنظومة التربوية الوطنية وذلك وفق رؤية موضوعية بالإضافة إلى دعوة وسائل الإعلام لإبراز تجارب شعوب شمال إفريقيا في تأسيس الهوية الوطنية ودور المؤسسة الدينية في ذلك.
المؤسسة الدينية صماّم الأمان للشخصية الوطنية
أجمع مشاركون في الملتقى الدولي السادس حول الفاتح عقبة بن نافع الفهري أن المؤسسة الدينية هي صمام الأمان للشخصية الوطنية وتعمق جذور انسجام المجتمع .
ومن هذا المنظور أبرز أحمد مرتضى من جامعة بايرو كانو (نيجيريا) في مداخلته حول دور المؤسسات الدينية في مقاومة حملات التبشير زمن الاستعمار أن الشخصية الوطنية التي استمدت قوتها من المؤسسة الدينية الوطنية قد تمكنت من صدّ محاولات المستعمر لتنصير هذه المجتمعات ومحاولة طمس عناصر هويتها الوطنية وإلغاء موروثها والديني واللغوي رغم استغلاله غطاء الطب والتعليم وغيرها.
وفي نفس السياق اعتبر من جهته يوسف المهدي الأمين العام لرابطة علماء الساحل أن الفتح الإسلامي الذي له صبغة خاصة أسس لدور هام للمؤسسة الدينية في ترسيخ عناصر الشخصية الوطنية عبر الأزمنة وجعلها تقف في وجه كل محاولات التضييق على الأمة.
وبدوره ذكر مصطفى توريرت من جامعة بسكرة في تناوله للتصوف والمؤسسات الدينية أن الأدوار المتعددة منها الدينية والتعليمية والاجتماعية التي لعبتها هذه المؤسسات في الحفاظ على الإسلام وخصوصيات المجتمع قد أسهمت في تعميق جذور الشخصية الوطنية وجعلها قوة دافعة لحركات المقاومة وعرض بالمناسبة اعترافات لضباط الاحتلال الفرنسي تؤكد أن مناعة المقاومة الجزائرية مقترنة بقوة هذه المؤسسات .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/11/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ن أ
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com