دعوة إلى انتهاج تشييد الأبراج بسكيكدة لتجاوز إشكالية قلة العقار المخصص للبناء

دعا المجلس الشعبي لولاية سكيكدة، خلال دورته الأخيرة نهاية الشهر الماضي، إلى إحداث تغيير في نمط العمران وبناء العمارات، وذلك باعتماد طريقة وبناء القلاع و العمارات الشاهقة، بدلا من السكنات الحالية التي لا تتعدى الأربعة طوابق في أقصى الحالات.
برر المجلس طلبه بعدة اعتبارات منها قلة العقار المخصص للبناء و ضيق مجال الرقعة الجغرافية والفضاء السانح للسكن في غالبية بلديات الولاية، وانحسار المجال العقاري بين الأراضي الصالحة للزراعة والمناطق الجبلية الغير ملائمة نهائيا لانجاز برامج التنمية.
وتعاني مدن الولاية، وعلى الأخص الكبرى منها كسكيكدة والقل وعزابة والحروش، من نفاد العقار المخصص لانجاز البرامج السكنية وغيرها وقلة الأماكن القابلة لاحتضان العمارات، وهو ما كان له على الدوام تأثير سلبي للغاية على تطوير مشاريع السكن و العمران، إذ تحصي الولاية ما يزيد عن 70 ألف طلب للسكن مقابل برامج لا تتجاوز الخمسين ألف سكن، بينما تصل كلفة الإنجاز في المتر المربع الواحد إلى 3 ملايين سنتيم. وتشكل غالبية الأراضي إما من منخفضات وأراضي زراعية لا تصلح أصلا للبناء وتتطلب حفر 30 مترا تحت الأرض للوصول إلى الأرضية الصلبة أو أراض مرتفعات تستوجب بناء حيطان السندات ذات التكاليف المالية الباهظة لتثبيت التربة.
واستنادا لدراسة تقنية أجنبية، فإن هناك أراض مرتفعة وأخرى منخفضة يمنع أو ينصح بمنع البناء فيها، وأن اللجوء إليها يشكل في حد ذاته مخاطر عالية ينبغي تجنبها. التفكير منصب في الوقت الحاضر على مستوى الهيئات المحلية المشرفة على قطاع البناء على هدم البناءات القديمة الواقعة داخل النسيج العمراني القديم في الأحياء العتيقة و استغلالها لبناء عمارات ذات طوابق ذات العشرين فما فوق، لتوفير أكبر عدد ممكن من السكنات، وفي ذات الوقت تجنب هتك الأراضي الزراعية ذات الجودة العالية واقتصاد مبالغ مالية إضافية النمط الحالي المتبع في بناء العمارات بالولاية غير مجند وغير مجدي، في امتصاص أزمة السكن ويستهلك أكبر قدر ممكن من الأراضي بدون فائدة و تغييره بات مطلبا ضروريا.