دعوات لفتح مراكز لعلاج الحروق في المناطق الغابية

بحزن وألم كبيرين عبرت الأحزاب السياسية ل»الشعب» عن تضامنها الكامل مع ضحايا الحرائق التي اندلعت الأربعاء بالشرق الجزائري، مصرين على ضرورة تحديد المسؤوليات وكشف نتائج التحقيقات للرأي العام مع تسليط أقصى العقوبات على مفتعلي الحرائق ممن أثبتت الأبحاث الجنائية تورطهم في إضرامها.ثمنت حركة البناء الوطني الجهود المتميزة لمصالح وأعوان الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي والمنتخبين التي تجندت وسخرت كل إمكانياتها في سبيل إخماد الحرائق وإنقاذ المواطنين بشجاعة نادرة وروح وطنية عالية، وتحيي أيضا تطوع المواطنين الذين سارعوا لتقديم يد المساعدة في هذه المحنة.
في سياق متصل أكدت حركة البناء في بيان لها، على قدرة الجزائر على تجاوز الكارثة والتغلب على آثارها وتبعاتها من خلال تجند جميع المصالح المعنية وتعاون جميع أبناء الوطن الواحد، وحثت على اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الوقوع في الأسوإ مستقبلا.
التحلي باليقظة
أكدت رئيسة حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) في اتصال مع «الشعب»،فاطمة الزهراء زرواطي ان الحرائق المتكررة غالبا ما تتزامن مع موجة الحر الشديد، لكن المنطقة التي تشهد اندلاعها هذه الأيام هي من تثير التساؤل، لأنها منطقة خضراء تضم الطارف ثاني أكبر غابة في الجزائر، الى جانب عدد من البحيرات بالإضافة الى انها مصنفة عالميا.
وقالت إننا أمام كارثة إنسانية وطبيعية غير مسبوقة من اهل المنطقة، ستكون أضرارها وخيمة على التنوع البيولوجي الذي مهما رمم ومهما تجدد فلن يكون في نفس مستوى ما كان عليه من قبل، لذلك يمكن القول انها ستؤثر كثيرا في السنوات القادمة.
وأشارت أننا اليوم بحاجة الى استشراف دقيق ورفع مستوى اليقظة والوعي بالسير وفق خريطة وبرنامج ممنهج، لان التغيرات المناخية ستجعل من هذه الحرائق دورية بسبب الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، في المقابل ستكون درجات البرودة قياسية أيضا ما يحدث تغييرات على كل الفصول، لذلك من الضروري بما كان وجود جاهزية عملياتية خاصة في الشق المتعلق بالتدريب والتأقلم مع كل هذه المشاكل التي نعتبرها صدمات.
اما فيما يتعلق بالتحقيقات التي فتحتها الجهات المختصة، صرحت زرواطي انه إذا أفضت نتائجها الى وجود أشخاص افتعلوا الحرائق وانه عمل مدبر في ليل فيجب أن يسلط على المذنبين أقصى عقوبة عليهم بصرامة تامة لان من قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا، وحتى يكون عقابا رادعا لكل من يسول له نفسه التلاعب بأمن المواطنين وسلامتهم.
في السياق ذاته، اقترحت المتحدثة فتح وحدات علاج الجروح بكل المناطق التي تتميز بغطاء نباتي كبير تتوفر على كل الإمكانيات الحديثة والمتطورة.
قدم رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي تعازيه لأهل الضحايا ممن وافتهم المنية بسبب الحرائق المندلعة شرقا، متأسفا في الوقت نفسه عن الخسائر المادية الكبيرة من ثروة حيوانية او نباتية.
فيما وجه حزب جيل جديد في بيان له كل مواطني البلديات المعنية بالكارثة بتوخي الحيطة واحترام توصيات السلامة الصادرة عن مصالح الحماية المدنية، حيث يعمل عبر تمثيلياته المحلية على المساهمة في عمليات التضامن مع المواطنين المتضررين.
تحديد المسؤوليات ضروري
وصف عضو المكتب التنفيذي الوطني ناصر حمدادوش في تصريح ل «الشعب» الحرائق الأخيرة بولايات الشرق بالكارثة الطبيعية، مشددا على أهمية مخطط لمواجهة الكوارث الطبيعية من بينها مخطط خاص بمواجهة
التوعية اول الحلول
أما رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بعيبش فتأسف لغياب ثقافة سليمة وصحيحة لدى المواطنين لمواجهة مثل هذه الكوارث، لان الأغلبية الساحقة منهم تظن ان النار تقتل عندما تلامس السنتها الجسم، لكنها في الحقيقة تقتل بسبب الحرارة المرتفعة والشديدة لأنها تحرق الاوكسجين ما يتسبب في موت الأشخاص اختناقا بدخانها، فدقيقتين كافية ليغمى على الشخص عند الاقتراب منها، لذلك نجد ان اغلب الضحايا سواء السنة الماضية او هذه السنة توفوا نتيجة عدم إلمامهم بطرق السلامة من الحرائق.
في الوقت نفسه أكد على ضرورة انخراط وسائل الاعلام بمختلف أنواعها في حملات التوعية والتحسيس من خلال بث حصص يشرح فيها افراد الحماية المدنية طرق السلامة من الحرائق.
استراتيجية وطنية فعالة للتدخل
اقترحت جبهة القوى الاشتراكية في بيان لها تبني استراتيجية وطنية فعالة للتدخل خلال الكوارث ولتسيير المخاطر الكبرى، يعكف عليها مختصون توفر لها كل الوسائل الناجعة مع الحرص على الصرامة في تطبيقها، على أن تتميز من خلالها بنظام وقاية ويقظة يتوفر على آلية للإنذار المبكر.
وحيا الأفافاس في بيانه كل الأسلاك التي شاركت برفقة المواطنين في عملية إخماد الحرائق وإنقاذ الأرواح وأشاد بروح التضحية التي أبانوها خلال قيامهم بذلك بمهمتهم.