يقوم رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو موروس، ابتداء من اليوم، بزيارة دولة إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تدوم يومين. وستكون الزيارة فرصة لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة بين البلدين، حسبما أفاد به أمس، بيان لرئاسة الجمهورية.وأوضح البيان أن المحادثات التي يُنتظر أن تجمع الرئيسين بوتفليقة ومادورو، ستسمح بتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن ”هذه المحادثات ستكون كذلك فرصة للتشاور بين الجزائر وفنزويلا؛ بصفتهما عضوين فاعلين في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبيك) بشأن أزمة أسعار النفط الحالية، وسبل التوصل إلى تعديلها في إطار الجهود الموسعة للمنتجين غير الأعضاء في المنظمة”.وكان وزير خارجية فنزويلا رفاييل راميريز قد زار الجزائر شهر نوفمبر الماضي؛ حيث حظي باستقبال من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وأكد خلال هذه الزيارة، أن بلاده ستتعاون مع الجزائر للدفاع عن أسعار النفط العالمية.وتتطلع الجزائر وكاراكاس لتعزيز علاقاتهما في عدة ميادين، لا سيما في قطاع الزراعة في الوقت الذي يبقى الميزان التجاري بين البلدين دون الطموحات المنشودة، ويقتصر بالخصوص على قطاع المحروقات، حيث تم في هذا الصدد، التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين مؤسسة سوناطراك والشركة الوطنية الفنزويلية للنفط، بالإضافة إلى الدورات التكوينية لفائدة طلبة الجامعات، والتي سمحت بتكوين 400 تقني فنزويلي في المعهد الجزائري للبترول بكل من سكيكدة وأرزيو بوهران.وقد مكّن انعقاد ثلاثة اجتماعات للجان المختلطة بين البلدين، من تطوير عدة قطاعات حيوية كالثقافة والتعليم، إلى جانب تدعيم التعاون المزدوج في مجال البترول والمحروقات، في انتظار انعقاد اللجنة الرابعة قريبا.وتم خلال اللجنة الثالثة التوقيع على عدة اتفاقات تعاون، مع مناقشة تفاصيل الاتفاقات التي تخص عدة قطاعات، لا سيما المجال الطاقوي، في حين تمحورت بقية الاتفاقات حول إلغاء الازدواج الضريبي لرؤوس الأموال والمداخيل والتعاون في مجال الصحة النباتية والبيطرة والنقل الجوي والتعاون القضائي، لا سيما في مجال مكافحة المخدرات والتحويل غير القانوني لرؤوس الأموال.وكانت الجزائر قد استأنفت من خلال مجمعها البترولي ”سوناطراك”، المفاوضات بخصوص مشاركته في مشاريع الغاز الطبيعي المميّع بفنزويلا. وعبّرت من جهة أخرى، عن اهتمامها بتطوير الحقول في المنطقة البترولية الغنية ”أورينوك”.وكانت شركة ”سوناطراك” قد قدّمت عرضا للشركة الفنزويلية ”بي دي في أس آ" بخصوص مشروعين للغاز الطبيعي المميّع، ولكن شروط المنح كانت صارمة، وبالتالي لم تتمكن شركة ”سوناطراك” من تلبية هذه المعايير.وقد تم إنشاء اللجنة المختلطة الجزائرية - الفنزويلية في بداية 2002، حيث أوكلت لها مهمة وضع ميكانيزمات جديدة لتسهيل التعاملات التجارية المشتركة بين القطاعين العام والخاص في البلدين، وتشجيع التوجه نحو الاستثمار والشراكة، إضافة إلى القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وفي مجال المناجم والطاقة، كانت الجزائر وفنزويلا، وهما من الدول الفاعلة في منظمة الأوبيك، قد وقّعتا اتفاقا ينص على ‘'تحديد وسائل استغلال الفرص المتاحة ضمن هذا القطاع . كما يعكف البلدان على ترقية مشاريع شراكة بين سوناطراك ونظيرتها الفنزويلية ‘'بيديفيزا في مجال الاستكشاف النفطي وتمييع الغاز، وكذا ترقية صادرات الثروة المعدنية الفنزويلية نحو الجزائر.كما تربط البلدين اتفاقيات في عدة مجالات، منها اتفاق بين الديوان الجزائري لترقية الصادرات والهيئة النظيرة الفنزويلية، حيث يتعلق الأمر بتبادل المعلومات والخبرات، وتحديد الفرص الممكنة لترقية الصادرات بين البلدين خارج إطار المحروقات. وتم في هذا الصدد اقتراح إنشاء مجلس لرجال الأعمال في البلدين، لتمكينهم من تحديد واستكشاف مشاريع الشراكة مباشرة.وعلى المستوى السياسي، تُعد الجزائر وفنزويلا عضوين فاعلين في حركة عدم الانحياز، حيث يتقاسمان وجهات النظر بخصوص العديد من القضايا الدولية السياسية الراهنة، كما هو شأن تسوية أزمة الشرق الأوسط والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفقا للوائح الشرعية الدولية ومعالجة الوضع في العراق، وكذا تقرير مصير الصحراء الغربية، طبقا للوائح الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، إلى جانب تشجيع الحوار بين الأطراف المتنازعة في سوريا من منطلق أنها دولة ذات سيادة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/01/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مليكة خ
المصدر : www.el-massa.com