توقيت زيارة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح مهم واختياره للجزائر ليس من باب الصدفةتُعتبر الجزائر، من بين الدول النادرة التي استمرت بالتزامها ودعمها الثابت للقضية الفلسطينية على مرّ تاريخها السياسي بعد الاستقلال. ورغم التغييرات التي شهدتها الجزائر، إلا أن الدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية لم يتوقف أبدًا. بل كانت دائمًا في طليعة الدول التي تُقدم يد العون بطرق متعددة.
أكد الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، هذا الطرح في تصريح أدلى به بعد استقباله، مؤخرا، من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وقال في السياق، «نحن الفلسطينيين نؤمن بعظمة شعب الجزائر وقيادتها، وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد المجيد تبون.. وكنا دائمًا نثق فيكم كشهود وشركاء في كل المحطات التاريخية ومسيرة النضال الوطني الفلسطيني، في كل المنعطفات الحاسمة والخطيرة».
توقيت الزيارة
أكد الدكتور أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية سليم دحماني، في تصريح ل»الشعب»، أن توقيت الزيارة التي قام بها أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح مهم، واختياره للجزائر لم يكن من باب الصدفة، ولديه العديد من الدلالات. فالرجوب تطرق إلى مسألة الإرهاب الرسمي الذي يمارسه الكيان الصهيوني أمام مرأى العالم، دون أن تحرك الدول الكبرى ساكنا، والكل يعلم أن الرئيس تبون أول من استخدم هذا المصطلح على المستوى الرسمي ولقي تفاعلا واسعا من قبل الكثيرين، بما في ذلك رؤساء الدول، خاصة في أمريكا اللاتينية.
كما أن العديد من الدول والمنظمات رفعت شكوى ضد مسؤولين في الكيان في محكمة الجنايات الدولية، تحت طائل جرائم الحرب وهي الدعوى التي نادى بها رئيس الجمهورية للحد من التجاوزات التي يمارسها الكيان الصهيوني في قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يرى الدكتور دحماني أن هذه الزيارة تأتي في ضوء مرحلة حاسمة تمر بها القضية الفلسطينية. وهي أيضا جزء من جهود الجزائر المتواصلة لاستكمال مسار المصالحة الذي بدأته منذ أكتوبر 2022 لحل جميع الخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية.
وكما ورد في «إعلان الجزائر»، تم تعيين لجنة عربية لمتابعة المصالحة برئاسة جزائرية وهو ما تقوم به الجزائر حاليا وعلى أعلى مستوى. وقد أكد جبريل الرجوب أيضًا هذا الجانب، حيث قال: «نحن نحمل تطلعات كبيرة نحو إنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية. ونعتبر الجزائر، التي لا تسعى للمصالح الخاصة ولا تخضع لأي ابتزاز، شريكًا أساسيًا في هذا المسار». وأعرب الرجوب عن أمله في أن «تلعب الجزائر دورا محوريا في إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الوطنية، وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، وتعزيز الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي».
قيام دولة فلسطين..
بالإضافة إلى ذلك، تناول الرجوب قضية قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ويشير الدكتور دحماني، إلى توافق هذا الموقف مع الموقف الجزائري، وقد اعتمدت الجزائر بخصوصه سياسة واضحة.
في سياق متصل، جدد رئيس الجمهورية هذا الموقف في خطابه في سبتمبر الماضي في الأمم المتحدة، حيث دعا إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة بكامل سيادتها، داعيًا جميع دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتسعى الجزائر إلى تحقيق هذا الهدف في العام المقبل، خاصةً أنها عضو غير دائم في مجلس الأمن خلال الفترة 2024-2025، مما يجعلها لاعبًا مؤثرًا في القضية وفرصة لنقل صوت الفلسطينيين إلى مجلس الأمن.
تأتي زيارة الوفد الفلسطيني إلى الجزائر، في ظل جهود الجزائر المتواصلة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، حيث استضافت الجزائر، العام الماضي، اجتماعات بين الفصائل الفلسطينية، كما أعلنت عن استعدادها لاستضافة قمة فلسطينية شاملة. ويرى مراقبون، أن الجزائر تمتلك إمكانات كبيرة يمكن أن تساعدها في تحقيق المصالحة الفلسطينية، نظرا إلى موقعها الإقليمي وعلاقاتها القوية مع الفصائل الفلسطينية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علي مجالدي
المصدر : www.ech-chaab.net