وجه رئيس الوفد الصحراوي المفاوض مع المملكة المغربية وعضو الأمانة الوطنية رئيس المجلس الوطني الصحراوي، خطري أدوه، نداء إلى الدول الفاعلة في المجتمع الدولي ومجلس الأمن (أمريكا وفرنسا، وبريطانيا وروسيا والصين) لحل مشكل الصحراء الغربية الذي يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وستكون نتائجها وخيمة.
واعتبر رئيس الوفد الصحراوي المفاوض مع المغرب في اللقاء الإعلامي المنظم، أمس، بالمركز الاعلامي للسفارة الصحراوية بالعاصمة، أن انتصار القضية الفلسطينية والسودانية انتصار للقضية الصحراوية، مؤكدا أنه يمكن أن تكون للسلطات الصحراوية حق المطالبة بعضويتها في الأمم المتحدة في المستقبل القريب.
وإن كان ما يعرفه السودان يختلف عن تصورات القضية الصحراوية، إلا أن تقرير مصير السودان واستقلال الشعب بجنوب السودان عزز التسليم بأنه لا يمكن حل القضية الصحراوية دون حق شعبها في تقرير مصيره بالرغم من أن العمل يقوم على تعدد المعايير، خاصة وأن قضية جنوب السودان لم تكن مسجلة أصلا في قائمة الدول المعنية بمسألة تصفية الاستعمار للأمم المتحدة، إلا أن الضغوطات الدولية وما يحدث من تحولات في العالم كانت في صالح شعب جنوب السودان.
وشدد المسؤول الصحراوي على التأكيد بأنه مهما كانت نتائج مفاوضات الحوار أو تعثر الكفاح السلمي، فإن كفاح الشعب الصحراوي لن يتوقف خاصة وأنه بعد 6 أشهر سيحيي ذكرى مرور 40 سنة على اندلاع الكفاح المسلح بالصحراء الغربية.
وثمن خطري أدو ما جاء في تقرير المبعوث الأممي كريستوفر روس الذي أعده بعد جولاته إلى البلدين الصحراوي والمغربي وكذا دول الجوار وبعض البلدان الأوروبية التي لها صلة بالمشكل الصحراوي الذي قدمه للأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا، واصفا إياه بالهام لأنه تضمن، حسب خطري، الكثير من المكاسب التي تحسب لصالح القضية الصحراوية. ومن أهم ما ورد في تقرير روس، قال رئيس الوفد الصحراوي المفاوض مع المغرب إن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية للصحراويين التي وقف عليها أثناء زيارته للأراضي الصحراوية المحتلة تكشف مدى تمسك ومطالبة الشعب الصحراوي ليس فقط بحقه في تقرير مصيره بل بالاستقلال، كما تحدث تقرير روس، يشير المسؤول الصحراوي، إلى أن الصحراويين يؤكدون على استحالة التعايش مع الاحتلال المغربي أمام استمرار انتهاكاته لحقوق الشعب الصحراوي، وأشار المتحدث ذاته إلى أن زيارة روس لبلاده كانت فرصة ليس فقط للصحراويين للتعبير عن معاناتهم لمدة 40 سنة، بل كانت فرصة للفت انتباه المجتمع الدولي لما يتعرض له الشعب الصحراوي بأكمله لانتهاكات ومجازر من المغرب وتأكيده على أن الحل للمشكل لن يكون إلا وفق قرارات الأمم المتحدة. وأكد خطري على فشل المغرب الذريع في الدفع نحو ذهاب روس من مهمته بإبداء تحفظه منه، حيث وجد نظام المخزن نفسه أمام مأزق أولا أمام الأمين العام الأممي والثاني أمام أمريكا بسبب ضعف حججه في قرار تحفظه من روس منها ميل هذا الأخير إلى جانب الطرف الصحراوي.
وأضاف خطري أن تحفظ المغرب على روس جعل أمريكا تميل نحو مساندة القضية الصحراوية الذي قلل من حظوظ دعم المغرب الدولي، وهو ما جعله يتعامل مع الحقائق الواقعية في ظل قوة حق الصحراويين باعتراف الأمم المتحدة وهو ما جعل النظام المغربي يرضخ ويقبل بعودة المبعوث الأممي الأمريكي روس.
وكل أمال الصحراويين، قال رئيس المجلس الوطني الصحراوي معلقا على قرارات روس التي ينتظر منها الشعب الصحراوي أن تجلب لهم الجديد على أساس مواصلة المسار انطلاقا مما توقف عنده.
ولم يتوقف مسؤول الصحراء الغربية على التأكيد على أن المغرب لم يعد بلدا يمكن فرض رأيه، خاصة بعد التقرير الأممي لأفريل 2011 الذي جاء فيه مسألة مهمة هي أن استمرار القضية الصحراوية يعيد التوتر في منطقة شمال إفريقيا.
وفي ذات السياق، دعا المسؤول الجهات التي يرتبط بها حل المسألة الصحراوية إلي تخليص المغرب من المأزق الذي أقحم نفسه فيه، والذي استنفذ كل قواه المالية خاصة وشل مجهوداته التنموية كبلد يتأثر بما يحدث في العالم من تغيرات، حيث أن النظام المغربي الذي يحاول اخفاء الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الشعب المغربي الشقيق من جوع بسبب نقص الموارد المالية التي استنفذتها الحرب التي خاضها ضد الصحراويين والذي دخل في حسابات خاسرة لم يحسب لها حساب أمام إصرار الشعب الصحراوي على تمسكه بحقه في الاستقلال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حورية عياري
المصدر : www.djazairnews.info