الجزائر

دعا الى مصالحة وطنية أعمق مما هي عليه… بوتفليقة: حزبي معروف ولا غبار عليه


قوى الشر تتربص بالجزائر والعرب الجزائر أمانة لا تتركوها لمن يتلاعب بها
جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دعوته الشباب إلى تحمل مسؤولياته في البناء، وخاطبهم أمس من سطيف بقوله: «الذين حرروا البلاد يقولون لكم لم نعد قادرين وجهزوا أنفسكم لتسلم مهام تسيير البلاد التي نتركها لكم أمانة فلا تخونوها ولا تتركوها لأناس يتلاعبون بها».
ورغم أن الرئيس دافع عن المنجزات المحققة طيلة 50 سنة من عمر الاستقلال بقوله «لقد حققنا الكثير ومن قال إننا لم ننجز شيئا وأراد محاسبتنا نقول له نحن جاهزون للمحاسبة»، إلا أن ذلك لم يمنعه من تأكيد نهاية عهد جيل الشرعية الثورية بقوله «الجيل الذي أنتمي إليه يجب أن نضع له إكليل ورود على ما قدم، لكن وبعد خمسين سنة من إدارته شؤون البلاد أقول إن دوره انتهى». وفضل الرئيس توجيه رسائل خاصة للشباب الذين كانوا يهتفون بحياته، وطالبوه بالترشح لعهدة رابعة في الرئاسيات المرتقبة في 2014، بقوله: «قلت لكم من قبل وأكررها اليوم.. «جيلي طاب جنانو» وأمام إلحاح الحاضرين الذين غصت بهم القاعة المتعددة الرياضيات، أضاف الرئيس «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وعاش من عرف قدره».
وركز رئيس الدولة في خطابه الذي وجهه إلى الأمة من ولاية سطيف، على تحذير الشباب من المرحلة التي تقبل عليها الجزائر بقوله «ردوا بالكم يا شباب، في إشارة إلى الأجواء التي تحيط بالبلد في الوقت الحالي، ودعاهم إلى الانخراط في العملية السياسية من خلال الجمعيات والأحزاب. وخاطب القاضي الأول في البلاد كل من قال «إنه يعي ما يحيط بالبلاد من مخاطر معقدة في جغرافية مضطربة»، بضرورة توخي الحذر من قوى الشر التي قال إنها تتربص بالجزائر وبقية الدول العربية والإسلامية، داعيا الشعب إلى الخروج موحدا إلى الانتخابات التشريعية مثلما خرج موحدا قبل 67 سنة أثناء أحداث 08 ماي 1945، وفاء لذكرى شهداء الواجب الوطني ووفاء للعهد المقدس للذاكرة».
وعلى الرغم من أن الرئيس فضل توجيه عدد من الرسائل، خاصة عندما تعمد الخروج عن النص المكتوب، إلا أن أكثر ما لفت الحاضرين والصحفيين أمس، هو تأكيداته على أن انتماءه الحزبي «معروف ولا غبار عليه»، حيث كرر مرتين قوله «لم آت لشرح برنامج حزب معين مع أن انتمائي الحزبي معروف ولا غبار عليه»، في إشارة واضحة إلى حزب جبهة التحرير الوطني، باعتباره رئيسها وفق القانون الأساسي. كما لوحظ أمس، أن الرئيس استعمل مصطلح الحرب الأهلية لدى حديثه عن العشرية السوداء، في خرجة هي الأولى منذ دخوله قصر المرادية، حيث قال الرئيس في معرض تعبيره عن ثقته في أن يبرهن الشعب عن قدرته على تقييم المواقف والأوضاع و التوجه بقوة إلى الانتخابات « الشعب الذي ضحى في الثورة وأثناء الحرب الأهلية لا بد أن يبرهن أنه قادر على رفع التحدي الراهن»، كما أكد الرئيس على ضرورة الذهاب إلى مصالحة وطنية أعمق مما هي عليه، في موقف يحمل الكثير من الدلالات، باعتبار أن ترقية المصالحة الوطنية ظلت مطلب الكثير من الأحزاب السياسية والحقوقيين، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني والإسلاميين جميعا وجمعية العلماء والزوايا وغيرهم، مع تحفظ، أو رفض، من طرف حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي ظل يؤكد في كل مرة أن ميثاق السلم والمصالحة هو «أكبر ما تقدمه الدولة». من جهة أخرى، وجه بوتفليقة رسالة ضمنية إلى القيادة الجديدة في فرنسا حدد من خلالها الملامح التي يجب أن تضبط علاقة الجزائر بفرنسا من خلال دعوة قيادتها إلى الشروع في قراءة موضوعية للتاريخ بعيدا عن حروب الذاكرة والرهانات الظرفية بغية مساعدة الطرفين على تجاوز رواسب الماضي العسير نحو مستقبل مبني على الثقة والشراكة المفيدة.
مبعوث «البلاد» إلى سطيف: محمد شارفي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)