الجزائر

دعا إلى إنشاء مؤسسة لحفظ الذاكرة الوطنية، العربي الزبيري التاريخ الجزائري لم يكتب من طرف الجزائريين



من الصعب أن تتابع حديث ذاكرة قوية، تحفظ الأسماء والأرقام ولا تخطأ في قياس أفق الحاضر الذي لا يمكن فهمه من دون دراسة الماضي، ومن الصعب أيضاً أن تصحح مسلمات تاريخية كبرت معها واعتبرتها الحقائق الأكيدة، إلى جانب قامة تاريخية لا تزال تغرف من صدق التاريخ ولا تصدقها! نشط الدكتور محمد العربي الزبيري لقاءً صحفيا بنادي الإعلام الثقافي التابع للديوان الوطني للثقافة والإعلام تزامنا وذكرى لذكرى التاريخ عيد النصر الموافق لـ19 مارس.وفي حديث شيق، تطرق الدكتور إلى وثيقة الصومام التاريخية التي ركزت على دور الإعلامي الجزائري لكسب ثقة الجماهير التي تمكّن من خلالها تبليغ صوته للعالم أجمع.كما عرّج على المحتوى الإعلامي لبيان أول نوفمبر وأكد أن مضمونها لا يعني وعيا سياسيا فقط وإنما سبقه إلى ذلك وعي فكري كبير تجسّد في عباراتها وكلماتها التي تنم عن معرفة فكرية عميقة رغم كل جهود فرنسا في تغييب الجانب الفكري والثقافي للأمة الجزائرية.غير أنه عبّر عن وجعه من القراءات المختلفة للتاريخ وقال ”إن التاريخ الجزائري لم يكتب من طرف الجزائريين.. وهو الآن بحاجة إلى عملية تطهير كي تفهمه الأجيال الجديدة بصورة جيدة”.وشبه حالة الجزائر للذاكرة التي بدأت تضعف وتشيخ بأنها بحاجة إلى إعادة حفظ، ومن أجل هذا لا بد من تأسيس هيئة تأخذ على عاتقها حفظ التاريخ وتطهيره من مختلف شوائبه. مشيرا إلى أن المذكرات ليست التاريخ وإنما مواد مساعدة لفهم التاريخ.كما عرج العربي الزبيري أيضا على عدد من المواضيع المثيرة أهمها أن عام 1962 لم يكن عام الاستقلال فقط وإنما كان مسرحا لقتال خاضه الجزائريون ضد أنفسهم، إذ أكد أن 20 ألف شاب راح ضحية تلك المطامع السلطوية آنذاك، كما وضح أن الانقلاب العسكري الذي كان سنة 1965 لم يكن في الحقيقة الانقلاب الأول وإنما كان قبله انقلاب بن بلة يوم 22 جويليه 1962 ضد الحكومة المؤقتة التي كانت تملك الشرعية الوحيدة لقيادة البلاد سياسيا، وبالتالي -حسب الدكتور- لا يولّد الانقلاب غير الانقلاب. ظل العربي الزبيري طوال الوقت يحث الصحفيين على ضرورة القراءة العميقة للتاريخ وقال:”يؤلمني أن أسأل طالبا من طلبتي من أنت؟؟ فلا يجيبني..”.  هاجر قويدري


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)